الجزء الثالث ( الفصل السابع )

478 60 27
                                    

التااريخ : 2012/7/4

الوقت : التاسعة صباحا

المكان : مدخل قاعة المؤتمرات الرئيسية بمقر القيادة العامة للشرطة

" متى سيسمحون لنا بالدخول؟، المفترض أن نبدأ في تمام الساعة التاسعة "

تمتم ذلك الرجل متوسط الطول ذي الشعر الأسود المجعد واللتي تشي حالته بإهمال مزمن، ألقى عقب السيجارة من يده وهو يعاود اختلاس النظر إلى ساعة معصمه كل بضع ثوان قبل أن يعيد إرتداء القبعة الصغيرة التي كنت في جيب معطفه البني الرث.

أجابه فارع الطول الواقف بجانبه فيما بصره ويداه مشغولتان في آلة التصوير الحديثة المتدلية من عنقه برباط أزرق سميك ظهر شعار إحدى الصحف المحلية جليا عليه

" سيد أغاتو، لا يوجد سبب لكل هذه العصبية، دقائق وسنكون في الداخل، هذه ليست أول مرة "

في لهجة هادئة حملت لا مبالاة واضحة ومقدارا لا بأس به من الضجر

نظر إليه أغاتو في حنق فيما يده تعبث بجيب بنطاله - الذي أزالت كثرة غسله سواده محولة إياه إلى إحدى درجات الرمادي – ليخرج قنينة معدنية امتزج الصدأ بغلافها حتى ما عاد من الممكن تميز لونها الأصلي، أزال غطائها قبل أن يجرع منها بضع جرعات وسط هتاف زميله " ما هذا ؟ ، أتشرب ونحن ما نزال في الصباح ولدينا الكثير من العمل ؟ "

" اخرس، لا دخل لك "

صاح بإنفعال قبل أن يمسح فمه بحافة ذراعه متجاهلا نظرة الإشمئزاز التي رمقه بها عدد من المحيطين به ومنهم زميله، أعاد القنينة إلى جيب معطفه هذه المرة وتجشأ في ارتياح فيما راح الواقفون حوله يبتعدون وقد ارتسم التقزز على وجوههم في وضوح

" سيد أغاتو، أرجوك توقف عن التصرف كخنزير بري ولو لمدة قصيرة، ألا ترى كيف ينظر إلينا الأخرون؟ هل تريد منهم أن يطردونا؟ "

ابتسم الرجل في استخفاف وهو يجيب " هؤلاء الجبناء؟، كلهم اكتفوا بالنظرات ولم يجروء أحدهم حتى على التعبير عن اشمئزازه ولو بكلمة، دعك منهم وتأكد من أن آلة التصوير تعمل جيدا يا نشيمورا، لا نريد أي مفاجأت سلبية "

تحدث زميله في لهجة طغا عليها الشمم " من تظنني؟ أنا أوكازاكي نشيمورا أفضل مصور في طوكيو وربما اليابان كلها، هل نسيت تلك المرة التي .. "

قاطعه أغاتو بنفاذ صبر " أعرف، لقد رويت لي تلك القصة أكثر من مائة مرة، أنت أفضل مصور في العالم، هل يكفي هذا لتخرس؟"

أشاح نشيمورا وجهه في ضيق قبل أن يعاود الإنشغال في آلة التصوير التي يحملها في حين أخرج أغاتو هاتفه المحمول من جيبه وراح يتطلع إلى الصور التي نشرها الحاصد في وقت سابق

" على الرغم من عملي في قسم الحوادث لأكثر من عشرين عاما إلا أنها المرة التي الأولى التي أرى فيها مثل هذا التصرف و... لحظة واحدة هل هي المرة الأولى حقا ؟ "

اللعبة المميتة ( مسابقة MA )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن