اليوم : 5/7/2012
الوقت : الحادية عشرة والنصف صباحا
المكان: طوكيو، كاساميغاسي، شيدويا، مركز قيادة الشرطة ، الطابق الثاني
" وهذا يجعلها ثلاثا "
تمتم المفتش أكاي وهو يضع علامة سوداء على الخريطة الجدارية المعلقة قبل أن يتراجع إلى الخلف متكئا على حافة مكتبه فيما يدير القلم بين أصابعه في حركات دائرية، ظل بصره معلقا بالخريطة وعقله لا يكف عن وضع الفرضيات ثم نقضها على الفور.
تناول مجموعة من الأوراق المكومة متأملا إياها، صور الضحايا الثلاث، مع بياناتهم الشخصية وعناونين مساكنهن، أعاد التفكير بالأمر للمرة الأولى بعد الألف على الأقل، خلاياه العصبيه راحت تجهد نفسها في محاولة إيجاد أي رابط ممكن بين الفتيات.
من المستحيل أن يكون الإختيار عشوائيا، هذا لا يتفق مع شخصية المجرم، صحيح أنه لا يتوقف عن العبث ولكن خطواته تسبقهم دائما مما يدل على تخطيط محكم وطويل الأمد، يثق بذلك، بل يؤمن به، هذا النوع من المجرمين يعتقد دائما بأنه الأفضل والأذكى، وما عبثه وجنونه إلا لإيمانه بتلك الحقيقة، هو أخبرهم بأنه قد أعطاهم دليلا في تلك الأوراق، وعلى الرغم من فحصها لأكثر من مرة إلا أن الخبراء لم يتوصلوا إلى شيء، فهل كان يكذب؟.
كلا هو موقن بأنه قد صدق فيما قال ليس لأنه يحب الصدق بل لأن الكذب سيضعف متعته ويفقده لذة الشعور بالنصر على الشرطة وبالنسبة لمثل هؤلاء الأشخاص فإن هذا إلى المحرمات أقرب، على الأغلب سيترك لهم خيطا ضئيلا وربما حتى غير مباشر ولكنه من جهته كاف جدا للوصول إليه كما يشير عليه عقله المريض، ومسؤوليته الآن هي نبش كل شيء للوصول إلى ذلك الدليل المدفون والذي ربما سيكون أول خطوة في سياق إسقاط هذا المجرم
ضيق عينيه في ألم وهو يحاول دون جدوى السيطرة على الصداع الذي راح يمزق عقله دون هوادة، في قوة ضغط على جانبي رأسه ولكن بلا نتيجة، في يأس راح يبحث في أدراج مكتبه عما من الممكن أن يساعده لكن المحصلة كانت اللاشيء، تنهد في قنوط وهو يتمتم
" أعرف أن هذا نتيجة قلة النوم ولكن الغريب أنه لم يزرني البته حينما عدت إلى منزلي صباح اليوم "
تنهد من جديد ليقطع رنين هاتفه حبل أفكاره، في برود نظر إلى الشاشة لينعقد حاجباه على الفور ويجيب دون إبطاء
" مرحبا يا سيدي، نحب تذكيرك بأن موعدك سيكون بعد ثلاثة أيام، فهل ستحضر ؟ "
ارتفع الصوت الأنثوي يسأل في لهجة عملية لطالما لم يحبها لكنه أجاب في برود
" بالتأكيد سأفعل "
مضت لحظات قبل أن تجيب في آلية
" حسنا، في تمام الثامنة مساء، سنكون في إنتظارك فلا تتأخر من فضلك "
أنت تقرأ
اللعبة المميتة ( مسابقة MA )
Gizem / Gerilim" يقولون أنه يجب نسيان الماضي والتطلع دوما نحو المستقبل حسنا، ماذا إذا كان هذا الماضي هو الذي يدمر حاضرك ويحطم مستقبلك؟ " البداية كانت مجرد رسالة ولكن بطريقة غريبة الكل اعتقد بأنها مزحة ما عدا شخصا واحدا ليظهر هو معلنا شارة الإنطلاق للعبتنا البسي...