الجزء الرابع ( الفصل الرابع )

467 45 33
                                    


اليوم : 4\7\2012

الوقت : الرابعة مساء

المكان : ثانوية ، نادي الرماية

" يومي، بإمكانك فعلها "

هتفت هاناكو بالعبارة وهي تحيط فمها بكفيها في وسيلة لرفع مستوى صوتها، ولكنها لم تكد تنهي حتى التفتت الأعين المتضايقة والمعاتبة إليها، ابتسمت بارتباك وهي تشيح ببصرها إلى الأرض محاولة السيطرة على الحمرة التي غزت وجهها في سرعة وهي تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها.

" إحراج متحرك "

في ضيق تمتمت ذات الشعر الأزرق وهي تشيح بنظرها إلى الجهة المقابلة وإن بدا واضحا أن صوان أذنيها قد صبغتهما بدورها فرشاة الحرج.

عاد الصمت ليسيطر بسلطانه على المكان فيما راحت أبصار الحاضرين تنتقل دون توقف بين الفتاة الجالسة أمامهم وتلك القطعة الخشبية المستديرة الموضوعة على مسافة لا تقل عن المائة متر والتي يفترض كونها الهدف الذي يجب إصابته في حين بدت الأشجار الباسقة خلفه وكأنها حاجز يحمي ظهره

" آنسة سانادا، هيا "

خرجت العبارة من فم المرأة الشقراء التي استقرت متربعة على بعد بضع أمتار من مكانها، نهضت يومي واقفة لتنحني في احترام باتجاه المتابعين قبل أن تقبض يدها في قوة على القوس الأسود المهيب الموضوع بجانبها، وسط المقل الصامتة تقدمت بضع خطوات لتقف على مسافة قصيرة من نهاية المصطبة الخشبية القديمة التي استقر الجميع فوقها,

الصمت قد تضاعف حتى خيل إليها أن الجميع أصبح بقادر على سماع دقات قلبها المتسارعة، قدمها المحاطة بتلك الجوارب البيضاء الناصعة راحت تعبث في مكانها لثوان معدودات، بيدها الحرة أزاحت بضعا من خصال شعرها حتى لا تعوق رؤيتها، قميصها الأبيض الطويل راح يلمع تحت ضوء الشمس الأخذ بالاحمرار، تأكدت من احكام ربط بنطالها الكحلي الذي يزداد اتساعا كلما اتجهت للأسفل والذي كان جزء لا يتجزأ من تراث هذه الرياضة التقليديه.

أخذت نفسا عميقا وهي تتأكد من القفازين الأسودين الذان ترتديهما لن يعيقا حركة أصابعها، في النهاية رفعت القوس إلى مستوى كتفها وهي تسحب سهما بني اللون من الحقيبة المعلقة على ظهرها وهي لا ترفع بصرها عن الهدف، قطرة عرق متمردة انزلقت على وجهها دون أن تعيرها اهتمام، في بطء ولكن قوة راحت أصابعها تجذب خيط سلاحها حتى وصلت إلى إقصاه.

استمرت على هذه الوضعية لما لا يزيد عن لحظات معدودات قبل أن تفلت السهم لينطلق كالصوت في سرعته شاقا الهواء بصفيره المباغت منقضا على الهدف ومصيبا إياه في منتصفه

همت هاناكو بالتصفيق لولا أن نظرة صاحبة الشعر الأشقر أوقفتها فيما بدى أن صديقتها لم تنتبه لما حدث وهي تجذب سهما ثانيا وثالثا لم يكونا سوى مجاورين لأولهم، ومع إصابة السهم الرابع لهدفه وقبل أن تمتد يدها لتعزيزهم بخامس

اللعبة المميتة ( مسابقة MA )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن