اليوم : 5/7/2012
المكان : الميناء القديم
الوقت : 12:30 صباحا
على الرغم من كون منطقة الميناء القديم بمبانيها القديمة البالية والتي هجر جزء كبير منها حتى باتت واحدة من أكثر المناطق الموحشة في المدينة وبالذات بعد غروب الشمس، إلا إن تلك الليلة كانت استثناء ولا شك .
العديد من رجال الشرطة انتشروا في المكان ضاربين حصارا مطبقا حول أحد المخازن القديمة والذي بدا ببوابته الصدئة المحطمة والفوضى الطاغية عليه بالإضافة إلى سقفه المتساقط مما لا يغري حتى بالنظر إليه إلا أنهم نشروا أشرطتهم الصفراء الشهيرة المحذرة من الإقتراب في كل مكان.
أضواء سياراتهم الحمراء شقت ظلمة الليل كاسية المنطقة بنورها الشاحب المنعكس على وجوههم المتعبة والنعسة والممزوج بأصوات حديثهم، أجهزتهم وحتى خطواتهم ليعطي مركبا تنقبض له القلوب، العديد منهم راحوا يركضون في كل اتجاه فيما انشغل أخرون بتفتيش المنطقة في حرص وهمة.
الشعور المشترك بينهم في تلك اللحظات كان الغضب ولا شيء سواه ، على الرغم من كل جهودهم وعملهم إلا أن خصمهم نجح في تنفيذ جريمته الثالثة في تفوق كسابقتيه، هازء بهم وضاربا بكل ما صنعوا عرض الحائط.
توقفت في تلك اللحظات سيارة المفتش يوكاميتسو أمام المكان ليترجل منها وهو لا يكف عن التثاؤب داعكا عينيه محاولا إزالة أثار التعب البادية عليهما، وفي داخله بحر من السخط على كل شيء، حينما تكون في سريرك الدافئ المريح وتحت غطائك الوثير سابحا بعقلك في عالم الأحلام فإن أي أمر سيحرمك هذه المتعة لن يكون بالحدث اللطيف، تثاءب من جديد وهو يتذكر ملامح زوجته الفزعة و أبنائه القلقة حينما كان يغادر منزله في مثل هذه الساعة المتأخرة
" اللعنة على هذا المجرم، ألا يستطيع إرتكاب جرائمه في وقت مبكر على الأقل ؟ "
همس بالعبارة في سخط وهو ينحني متجاوزا الشريط الأصفر قبل أن ينتصب واقفا وهو يسرع الخطا باتجاه مدخل المخزن القديم
" تأخرت يا يوكاميتسو "
توقف عن السير على مرأى المفتش أكاي والذي ظهر بغتة من داخل المكان
" أرجو المعذرة ولكن أنا إنسان طبيعي ولست خفاشا مثلك لأكون بكامل جاهزيتي في مثل هذا الوقت المتأخر "
هتف في ملل وهو يتأمل ملامح زميله التي تفوقه نشاطا بمراحل، مط أكاي شفتيه في عدم اقتناع لكنه تجاوز هذه النقطة ليشير إلى المفتش النعس بأن يتبعه لينفذ الأخير في صمت.
انطلقت المسيرة الصامتة وسط بقايا المكان، الغبار كان يغطي كل شيء، لا تستطيع تحريك قدمك دون أن تثير منه هجمة شرسة، ذراته الغاضبة من المتطفلين تقتحم أنوفهم وأجهزتهم التنفسية دون هوادة مسببة لهم موجات من السعال والعطاس المستمر، وفيما انضم يوكاميتسو إلى هذه الفئة وهو يحاول إخفاء فتحتي أنفه بكفيه بدا على أكاي عدم التأثر ليهمس الأول
أنت تقرأ
اللعبة المميتة ( مسابقة MA )
Gizem / Gerilim" يقولون أنه يجب نسيان الماضي والتطلع دوما نحو المستقبل حسنا، ماذا إذا كان هذا الماضي هو الذي يدمر حاضرك ويحطم مستقبلك؟ " البداية كانت مجرد رسالة ولكن بطريقة غريبة الكل اعتقد بأنها مزحة ما عدا شخصا واحدا ليظهر هو معلنا شارة الإنطلاق للعبتنا البسي...
