الجزء الرابع ( الفصل الحادي عشر )

289 34 46
                                    


اليوم : 5/7/2012

الوقت : الثامنة وخمسة وأربعون دقيقة صباحا

المكان : مقهى ميدوري، كاساميغاسي، شيدويا ، طوكيو

على الرغم من الوقت المبكر إلا أن هذا لم يمنع بداية العمل في هذا المكان البسيط، تأمل اللوحة الخضراء المطابقة للاسم مع الواجهة الخشبية التي تتوسطها النوافذ اللامعة سامحة لمن بالداخل بتأمل الطريق دون عناء، وإن كنت من الأشخاص الذين يكرهون أن يبقوا بين الجدران الأربعة فلا تقلق، الجلسة الخارجية بموائدها البيضاء المستيرة ومقاعدها الرمادية المريحة هي خيار سيروق لك، أما إن أخافك من الطقس فلا مشكلة فرذاذ الماء الصادر عن تلك الأنابايب المعلقة الصغيرة بالمشاركة مع المظلات الخضراء المنتشرة توفر مساحة من الظل ودرجة حرارة ممتازة ولعل هذا من أسباب شهرة المكان على الرغم من حداثته نوعا.

تحرك ذلك النادل في رشاقة ورقي بين الموائد الفارغة حاملا كوبا من الشاي الساخن على طبقه الفضي الواسع، قاصدا صاحب الشعر الأسود والذي اتخذ مجلسه في أقصى الجهة اليمنى القريبة من الشارع وبدا منشغلا في قراءة كتاب ما

" كوب الشاي الأخضر الذي طلبته يا سيدي "

هتف الرجل بالعبارة في لهجة طغى عليها الإحترام وهو يضع حمله أمام الزبون في رفق، حانت منه نظرة خاطفة باتجاه عنوان الكتاب والذي لم يكن سوى كتابا عن الهندسة الفراغية، هز رأسه في وقار قبل أن ينسحب في هدوء وإن كان في داخله يتساءل عن قدرة بعض البشر على قراءة مثل هذه المواضيع المعقدة، لكنه في النهاية أزاح الأمرعن فكره وهو يعود إلى داخل المقهى.

" ليس هناك أفضل من هذه الطريقة للقضاء على أي فضول "

همس الجالس في سخرية وهو يرتشف من كوبه بضع رشفات في هدوء بالغ، مضى الوقت وهو في مكانه منشغلا في ما يقرأ، حتى بدا لمن يراه وكأنه بلا مشاغل أو أعمال، ومع إشارة الساعة التي يرتديها على معصمه إلى تمام التاسعة والنصف، وصل إلى أذنيه صوت خطوات للأقدام ممزوجا بصفير لأغنية إيطالية مشهورة، لم يكلف الرجل نفسه عناء الإلتفات حتى حينما ارتفع صوت يهتف بلغة يابانية سليمة ولكن اللكنة الأجنبية فيه كانت واضحة

" أرجو المعذرة، كوب من القهوة مع شريحة من فطيرة التفاح "

جذب القادم الجديد كرسيه للخلف، ليصطدم طرفه بمقعد ذي الشعر الأسود في ضعف

" أسف جدا لم أقصد ذلك "

مال الجالس برأسه لتتقابل عيناه ولأول مرة مع الواقف خلفه، والذي لم يكن سوى رجل أشقر الشعر عاد يقول في سرعة

" متأسف على ما حدث "

هز ذي الشعر الأسود رأسه في برود وهو يعود إلى كتابه ليبتسم ذو اللكنة الأجنبية وهو يتخذ مجلسه بعد ما أزاح كرسيه لمسافة قصيرة ووضع صحيفة كان يتأبطها على المائدة

اللعبة المميتة ( مسابقة MA )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن