الجزء الأول ( الفصل الحادي عشر )

763 117 33
                                    


اليوم : 30/6/2012

الوقت : 09:00 ص

تنهدت شيميزو وهي تنحني للأمام لتسند جسدها على عجلة القيادة في سيارتها ذات الطراز الرياضي الحديث, أمالت رأسها جانبا لتتأمل المبنى الذي تقف بجواره, كانت عبارة " مستشفى طوكيو الجامعي " المكتوبة باللون الأسود شديدة الوضوح من زاويتها , راحت بعينين خاويتين تتأملان المبنى الأبيض اللون والذي يتجاوز عمره الخمسين عاما كأحد أهم المراكز الصحية في المدينة, حانت منها نظرة باتجاه المدخل لتشاهد أفواج الداخلين والخارجين, الابتسامة ترتسم على وجوه البعض في تعارض لذلك الحزن والوجوم الذي بدا جليا على أخرين .

" هنا تبدأ الحياة وهنا تنتهي "

بصوت منخفض رددت تلك العبارة المكتوبة بخط سيء وألوان مثيرة للإشمئزازعلى الحائط القريب منها , أدارت العبارة في رأسها بضع لحظات لترفع نفسها وتتمطط في قوة وهي تسترخي على مقعدها ثانية

ارتفع رنين هاتفها المحمول معلنا وصول رسالة جديدة لم تكد تتأملها حتى ابتسمت وراحت أصابعها في سرعة تقوم بكتابة الرد, " الحمدلله على السلامة, في إنتظارك في المكان المعتاد " ولم تكد تقوم بالضغط على أخر الأزرار حتى ظهرت عبارة " يجري الإرسال " والتي لم تمضى ثوان حتى تحولت إلى " تم الإرسال "

أعادت هاتفها إلى جيب سترتها لتزول الإبتسامة ويظهر الحزن جليا على وجهها لكنها سرعان ما هزت رأسها في قوة وهي تهتف " ما الذي أفعله ؟ , ستغضب حتما إذا رأتني هكذا "

قالتها لترسم إبتسامة على وجهها لكنها لم تلبث أن زالت سريعا " من أحاول أن أخدع؟, لو تركت العنان لنفسي لربما بكيت, لم أعرف قبلا أن محاولة الإبتسام في مثل هذه المواقف بهذه الصعوبة "

لم تكد تتم كلامها حتى لمحت شيزوكو تغادر من باب المشفى وتتجه إلى حيث تقف, كانت تسير بنوع من الصعوبة وفي يدها كيس بلاستيكي بدا شعار المشفى جليا عليه , همت بالنزول لمساعدتها ولكنها توقفت واكتفت بمراقبتها حتى وصلت لتلقي جسدها على المقعد المجاور للسائق وهي تتنهد تاركة الكيس في حضنها

ألقت شيميزو نظرة جانبية عليها " كيف جرت الأمور ؟ "

" كما تجري كل مرة " قالتها وهي تبتسم لكن شيميزو ميزت رنة التعب والإجهاد في صوتها بسهولة.

كان العرق البارد يغطي وجهها فيما تحاول أنفاسها المتلاحقة إزالة الإبتسامة الضعيفة من محياها, مدت شيميزو يدها في محاولة لمسح العرق من على وجه زميلتها ولكن لم تكد أطراف أصابعها تلامس جبينها حتى هتفت " بحق الإله, حرارتك مرتفعة, هل أخبرتهم بهذا ؟ "

" لا داع للقلق, هذه ليست المرة الأولى لك, أليس هذا ما يحدث في كل مرة؟ " قالتها في بساطة

اللعبة المميتة ( مسابقة MA )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن