الجزء الرابع ( الفصل الخامس )

247 31 23
                                    


اليوم : 4/7/2012

الساعة :  الخامسة مساء

" متأكدة بأنِ سأحصل على الثناء هذه المرة "

تمتمت سانادا يومي بالعبارة وهي بالكاد تستطيع كبح لهفتها للوصول إلى المنزل وإبلاغ والديها بالنتيجة، لقد فعلتها هذه المرة تحقيق المركز الثاني ب 99.8% من المجموع العام لهو أمر يستحق الفخر ولا شك، بصعوبة استطاعت انتظار تغير لون الإشارة المرورية إلى الأخضر سامحا لها بالعبور، خطواتها لا تتمهل وابتسامتها لا تتوقف عن الاتساع، ستنجح هذه المرة وستتلقى المديح من أمها وأبيها ومن يدري قد يكافئانها أيضا كما يفعلون دائما مع شقيقتها.

لم تكد الأخيرة تحل ببالها حتى أحست بتلك الغصة تحتل عالمها وتبدد أحلامها، دائما كانت هي الظل لأختها الكبرى، الكل يخبرها كم هي محظوظة بكونها الشقيقة الصغرى لتلك العبقرية، عمريا القارق بينهما لا يزيد عن عامين ولكن دراسيا أكبر بكثير، فكيف يمكن مقارنة طالبة في العام الأول من المرحلة الثانوية بمن في عامها الأخير في قسم هندسة الحاسوب بجامعة تودو بطوكيو ؟ هذا أشبه بمحاولة أن تقرر أيهما تفضل عطلة الصيف ذات الثلاثة أشهر أو عطلة الشتاء بأسبوعين فقط؟

الإجابة واضحة كلاهما جميل ولكن الفرق شاسع، وهذا هو الحال بين الشقيقتين المختلفتين، وجدت نفسها تعض على شفتيها في محاولة فاشلة لاحتواء المرارة التي عششت في داخلها، لن تكذب وتقول بأن أهلها لا يهتمون بها، بل العكس شهادة حق بأنهما لم يقصرا بتوفير كل ما احتاجتاه من سبل الراحة وفرص التعلم، كلا الفتاتين درستا في أفضل وأرقى المدارس ولكن...

وظيفة الأبوين ليست مجرد توفيرالأشياء، هناك الأهم وهي المشاعر والأحاسيس في هذا الجانب فهما مقصران بل ربما أعطتهما علامة الرسوب، تتفهم كونهما فخورين بأزومي شقيقتها الكبرى ولكنها لا تستطيع أن تسامحهما، كل ما أرادت أن تحكي لهما عن يومها المدرسي أو ما ناجحت به كان الرد المعتاد

" جميل ولكن شقيقتك قامت به بشكل أفضل "

أو

" علامتك ممتازة لكن أختك حصلت على أعلى منها "

متى يفهم الجميع بأن للكلمة قوتها وأن جروحها قد تكون أسوء من الإصابات الحقيقة في كثير من المواقف، صحيح أن بعض الأهالي يحاولون تحفيز أبنائهم كي لا يغتروا ويواصلوا تحقيق النجاح لكن لكل شيء حدوده التي لا ينبغي تجاوزها

توقفت خواطرها مع وقوفها أمام المنزل، في لهفة دفعت البوابة الحديدية القصيرة وعبرت الحديقة الصغيرة لتحط رحالها مقابلة للباب الخشبي، أمسكت المقبض وهي تجبر نفسها على أنفاس عميقة سعيا لتهدئة داخلها الملتهب، وعندما أيقنت نجاحا أدرات المقبض وخطت إلى الداخل.

اللعبة المميتة ( مسابقة MA )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن