رزقت الحلال {الحلقة 4}

7.9K 303 6
                                    

عندما لم يجدها تنام إلى جواره نهض يبحث عنها ، كانت تضع الطعام فوق المائدة وهي تتحدث إلى نفسها بصوت هامس لم يكد يتبين فحواه.

أخذ يقلب كفيه: لا حول ولا قوة إلا بالله، إنتي اتجننتي يا سمية ؟، بتكلمي نفسك ع الصبح كدا ليه ؟

ضغطت على أسنانها: وهو أنا طول ما ورايا ابنك وبنتك دول هارتاح أبداً، ما أنا لازم أتجنن.

أمسك كفها وأجلسها على الأريكة جالساً بجوارها: إيه اللي حصل ؟

تنهدت: صحيت لاقيت حمزه مش ف أوضته ولا البيت كله ومي مي نايمة على سريره .. اتصلت بنجلاء مش بترد وقلقانه عليها

-نفسي أعرف إنتي غاويه تقلقي نفسك ليه ؟، إحنا جوزناها عشان نقلق عليها أكتر م الأول ؟

- أنت ما كنتش شايف حالتها إمبارح كانت إزاي؟

- أيوه، بس مش يمكن تكون كلمت جوزها وعرف يهديها والموضوع اتقفل؟، هي بتكلمك عشان تفضفض عن اللي جواها لكن مادام المشكلة اتحلت تكلمك ليه؟

- عشان تطمني ع الأقل.

- يمكن نايمة، ما إنتي عارفاها بتنام لحد الضهر ويادوب الساعة لسه 7

- معاك حق، طب والبيه التاني ؟

-ما هو قالك إنه هيسافر بدري.

-كدا حتى من غير فطار ؟

- هو أصلاً واكل متأخر، لو جاع هيجيب حاجه ياكلها ابنك عنده 30 سنة يعني مش عيل صغير.

-مالحقتش أشبع منه.

- شغله وظروفه كدا، إدعيله إنتي بس.

- هو بس لو يلاقي بنت حلال كدا وتدخل قلبه أكيد هيرجع يستقر تاني بدل ما هو كل يومين ف بلد شكل كدا

- إن شاء الله هيلاقيها، بس لما يجي الأوان المناسب.

ثم أضاف مازحاً: وبعدين مش كفايه عليكي أنا ومي مي ؟ .. دا أنا هاموت من الجوع، يلا بقى كملي الفطار بقى عشان هفتـــــــان .

- ههههههههههههه طب اقرأ الجورنان عقبال ما أخلص.

***

اجتمعت العائلة حول مائدة الإفطار ولكنها لم تكن مائدة السفرة بل "طبلية" الطاولة المعتادة في الريف والصعيد، توجد أثنتان ملتصقتان منها حتى تستوعبهم جميعاً.

تنهد أنس بملل: أنا نفسي أفهم أنت ليه يا بابا بتحب تقعد ع الطبلية مالها تربيزة السفرة يعني؟، ع الأقل نبقى قاعدين مرتاحين بدل ما إحنا مزنقين ف بعض كدا

فاروق: يا ابني مافيش أحلى م اللمه دي، أيام ما كنت عايش ف القاهرة عرفت قيمة الطبلية ولمت العيله دي وأنت مسيرك تحسها ف يوم من الأيام.

محمود: معلش يا بابا سيبك منه دا عيل وما يفهمش حاجه، ربنا يهديه.

أنس بغضب: مين دا اللي عيل يا سي محمود ؟

رزقت الحلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن