رزقت الحلال {الحلقة 15}

6.2K 230 2
                                    

عاد شادي بعد يومين من سفره الذي لا يعلم أحد عن تفاصيله شئ، سأل عن حياه وسلوكها أثناء غيابه، كانت تسمع صوته من غرفتها كلما سمعته اقشعر بدنها، تتذكر كل ما فعله بها تغضب وتبكي حسرة على ما وصلت إليه.

دخل عليها الغرفة دون أن يطرق الباب كالعادة، اعتادت هي على ذلك فلم تعد تبالي فقد أصبحت ترتدي حجابها باستمرار حتى أثناء نومها.

وضع لفافتين على السرير أمامها قائلاً بلهجة أمره: إنهارده الساعة تسعة تكوني جاهزة عشان هتيجي معانا .. إنهارده أول يوم ليكي ولو فكرتي تعملي حاجه كدا ولا كدا ما تلوميش إلا نفسك على اللي هيحصلك

صفع الباب بشدة خلفه زيادة في الخوف الذي يحاول زرعه بداخلها، أحرقت الدموع عينيها وهي تفتح اللفافه الأولى لتجد بها فستان قصير بدون أكمام واللفافة الأخرى تحتوي على حذاء عالي الكعبين يناسب الفستان.

دفعتهم بعيداً إلى أخر الغرفة ولكن إلى متى ستستطيع دفعهم ..

***

وقفت في الاستراحة برفقة سمر داخل فناء المدرسة تطمئن على أحوالها، لقد انتظمت كثيراً في مواعيدها وأصبحت الإبتسامة لا تفارق وجهها على الأقل بينما تكون برفقة حنان.

لقد وجدت الطفلة الحنان الذي تتمناه فائضاً لدى معلمتها الحبيبة، عوضتها عن وفاة والدتها وقسوة زوجة والدها.

انطلقت سمر تلعب مع صديقاتها بعد أن توطدت علاقتها مع أغلبهن فصارت إجتماعية جدا.

-صباح الخير

إلتفتت إلى الصوت القادم من خلفها متعجبة: خليل ؟ .. صباح النور

نظر إلى سمر وهي تلعب وتضحك: لسه حنينه زي ما إنتي

تنهدت بقوة: عايز إيه يا خليل؟، إيه اللي جابك؟

اتخذ موقف الهجوم عندما وجدها لا تبالي أو كأنها تختنق من كلماته فأراد المحافظة على ماء وجهه: جاي عشان أقدم لبنتي هدى في المدرسة هنا

كزت على أضراسها غيظاً فليس من الممكن أن يكون بلا مشاعر إلى هذه الدرجة: وإشمعنه المدرسة دي بالذات ؟

هز كتفيها كأن الأمر ليس مهماً: عشان دي أحسن مدرسة ف المنطقة

سألته ساخرة: والمدام وافقت على الموضوع دا بسهولة كدا ؟

تذكر رد فعل زوجته عندما علمت باسم المدرسة التي يريد تقديم ابنتهما للإلتحاق بها، لقد صرخت بوجهه وكادت أن تدق عنقه على تفكيره فهي تعتقد أنه يفعل ذلك ليكون هناك رابط ولو بسيط بينه وبين حنان، نفى ذلك بشدة أمامها ولكن قلبه كان مؤكداً عليه، لكن الحوار أنتهى بأنه الأعلم بما في مصلحة هدى.

تجاهل سؤاله بسؤال أخر: أخبارك إيه وأخبار ست الكل إيه ؟

أومأت: الحمدلله

رزقت الحلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن