توقف صوت دقات الساعة المعلقة على الجدار عن الوصول إلى مسامعها، بهت الضوء كأنه يأتي من مكان قصي ليس من المصباح الواقع فوق رأسها بعدة سنتيمترات، نظرت إلى كفها وقد علقت به كتل الشعر المتساقطة بين أصابعها نتيجة تخللها لخصلاته.بكت وانتحبت، اختفت فجأة رباطة جأشها .. يقينها .. كذلك حمدها، فلم يكتفِ مرضها بالإضافة لعلاجه الكيميائي بالعطب الذي حدث في نفسيتها وتذبذب حياتها بل أثر على أجمل ما فيها .. جدائلها الحريرية.
أرادت الإنعزال فعرجت إلى حيث صندوق الكهرباء الخاص بالشقة، قطعت التيار عن سائر الشقة كأنها تخفي شخصها بين طيات الظلام وحنايا العتمة.
وقع إختيارها على أشد الغرف إظلاماً وركعت بها تفض ما بداخلها من بكاء تحاملت تخفيه الأيام الماضية، عاد اليأس يحتل خلايا عقلها حتى أدخل فكرة لا تمت إلى الإيمان بصلة! .. إنه الكفر عندما يطرق باب قلب نسى أن في ذكر الله يطمئن القلب والوجدان .. يعقبهم العقل.
عادت تتحس طريقها إلى الحمام، أخرجت علبة الدواء الذي وصفه لها الطبيب ونظرت إليه حانقة جاحدة حدثته نفسها الأمارة بالسوء داخل عقلها: أنت من يتسبب في عذابي، تقتلني رويداً رويداً .. تبدأ بوأد مفاتني .. لتتسبب في إحراد زوجي عني ثم تأتيني بالضربة القاضية وتُجهِز عليَّ .. لتكون تلك النهاية، لن تستمتع برؤية عذابي.
أمسكت كأس الماء الموضع على طرف الحوض حيث تستخدمه للمضمضة عقب غسيل الأسنان، أفرغت الدواء في كفها الصغير المتورم في بعض أجزاءه نتيجة العلاج.
أدنت الحبوب من فمها لكن فجأة تعالى صوت رنين هاتفها المحمول، نظرت لتجد هاتفها على الطرف الأخر من الحوض .. متى جاء إلى هنا ؟ .. نظرت حولها في يأس، لقد تناثرت الحبوب على أرضية الحمام.
رجع نظرها إلى الهاتف وبعد تفكير قررت رؤية ممن جاءت الرسالة؛ حتى إذا كانت من فادي تطمأنه فلا يقلق وينتبه إلى عمله .. فتحتها لتجد نصها كالآتي:
"مش عارفة ليه .. بس جيتي على بالي فجأة .. افتكرت أول يوم ليكي في العيادة وعدم رضاكي عشان كدا اقري الدعاء دا يا بنتي ربنا يصلح أحوالك .. اللهم اغفر لي وارحمني والحقني بالرفيق الأعلى .. لا إله إلا الله والله أكبر، لا إله إلا الله وحده، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا إله إلا الله له الملك وله الحمد، لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله"
نظرت إلى اسم الراسل لتجده "ماما سحر"، إنها السيدة التي أقعدها المرض، تذكرت حين أعطتها رقم هاتفها في حال احتاجت شئ، أعادت قراءة الرسالة عدة مرات والدموع طفر من عيونها.
أنت تقرأ
رزقت الحلال
Lãng mạn👈للكاتبة: سارة محمد سيف👉 👈إلى كل من رأى أن خطأه لا يغتفر😢 😧وأنه ما عاد هناك طريق للعودة😥 ✔فلتعلم .. 🚪أن أبواب التوبة دائماً مفتوحة على مصرعيها 🕛لا تقفل ساعة أو تستريح حيناً💤 💡فإذا أدركت خطأك وأين مربطه .. 💪قاومه .. عالج داءك بيدك وقوتك ال...