اختفت خلف في ستارة بركن من أركان غرفة مي مي مخصصة لمسرح العرائس ولاعبتها من خلفها مقلدة الأصوات بطريقة رائعة وفي الأغلب مضحكة إلى درجة البكاء.
كانت مي مي تجلس ضاحكة وقد أوشكت على السقوط على ظهرها من كثرة الضحك، وكان هو على وشك المغادرة عندما استوقفته ضحكاتها التي لأول مرة يسمع لها صوتاً، راقبها من الباب المفتوح على مصرعيه وقد عقد ذراعيه مستنداً إلى إطار الباب.
- وبعدين بقى يا لوزة ! .. إنتي هتتعبيني معاكي ليه ؟؟
جاء الدور على الدمية الفتاة: إمشي يا فلفل بدل ما افتح دماغك بالأوله دي !
المهرج: أولة إيه يا بت إنتي .. وبعدين هو حد قالك إنه دماغي عطشانه ؟؟
الفتاة: أنت فاكر موضوع لما تفتكرني خدامه عندكوا هأعديه بالساهل دا يبقى بعدك !
لم يستطع لجم نفسه أكثر من ذلك وسحب شكل المهرج من يدها وارتداه هو وبدأ يتقمص دوره: ويا ريت ما تنسيش يا لوزة أني خليتك تعمليلي عصير وبعدها غدا .. اتفقنا ؟؟
كانت تشعر بالحرج عندما علمت بسماعه لكلاماتها الأخيرة، لكن بعد جملته تلك عاد الحنق يملأها وردت قائلة بينما تنظر داخل عينيه بقوة: مطرح ما يسري يهري
أمسك معدته مصدوماً وقال بفزع مصطنع: بعد الشر
لم تستطع تمالك ضحكاتها فغرقت في عاصفة من الضحك لم يسحبها منها إلا صوته الحاني عندما قال: تصدقي ضحكتك حلوه أوي
توقفت بهتة ونظرت إليه وعينيها تبعث شراراً فأضاف: بس عصيرك وحش أوي .. إخيه
نزع الدمية من كفه وغادر الغرفة فجأة كما دخلها مخفياً ابتسامة ماكرة شقت شفتيه، نظرت إلى الطفلة فوجدتها تنظر لها بعدم فهم هي الأخرى، أيعقل أنها لا تفهم تصرفاته مثلها ؟
***
شعرت نجلاء بالغرفة تدور من حولها، تناولت الهاتف تدق على الهاتف المحمول الخاص بوالدتها لكنه مغلق، سيطرت على نفسها بقسوه وهي تدق على تليفون المنزل الأرضي لعلها تصل إليها لكن حياه هي من أجابت: السلام عليكم
تحدثت نجلاء بصوت متقطع: حياه .. إلحقيني
أقلقها صوتها الهامس المتوجع: مالك يا نجلاء ؟؟
-تعبانه أوي .. دايخه ومش قادرة أقف
-طب إنتي فين دلوقتي ؟؟
-أنا في البيت
- هاتي العنوان طيب وأنا هأجيلك
أملتها العنوان وبعدها فقدت السيطرة لتذهب في عالم أخر لا تدري فيه شيئاً.
نادت عليها حياه عدة مرات لكن لا حياة لمن تنادي، فكرت ماذا تفعل لا أحد بالمنزل غيرها هي والطفلة، سمية ذهبت برفقة زوجها إلى الطبيب وحمزه ذهب إلى عمله، ليس هناك من حل غير أن تأخذ مي مي معها.
أنت تقرأ
رزقت الحلال
Romance👈للكاتبة: سارة محمد سيف👉 👈إلى كل من رأى أن خطأه لا يغتفر😢 😧وأنه ما عاد هناك طريق للعودة😥 ✔فلتعلم .. 🚪أن أبواب التوبة دائماً مفتوحة على مصرعيها 🕛لا تقفل ساعة أو تستريح حيناً💤 💡فإذا أدركت خطأك وأين مربطه .. 💪قاومه .. عالج داءك بيدك وقوتك ال...