سار في الطريق المهجور حتى من كلب قد يكون مسعوراً، لا يكسر ظلمة الليل فيه إلا بضعة أعمدة إنارة على مسافات متباعدة وضوء القمر الذي فجأة أختفى خلف السحب معلناً تمرده ورفضه لإنارة الطريق أمام هذا الملعون.
واضعاً يديه في جيوب سترته وقد أخفى رأسه ووجهه أسفل قلنسوة سترته، يسرع خطاه خوفاً من أن يُقبض عليه بالجرم المشهود.
وقف في فناء مبنى جديد دلالة على أن المنطقة قيد الإنشاء وستعج بالناس في القريب العاجل أو البعيد .. أجرى بصره ذهاباً وإياباً على المحيط حتى تأكد له عدم وجود مخلوق وأن عيناً من العيون لم تلمحه .. فصعد الدرجات درجتين درجتين بنشوة قاتل يمشي في جنازة المقتول.
طرق الباب ثلاثة طرقات بنغمة معينة وبدقيقة محسوبة بين الطرقة والتي تليها حتى فُتح الباب وسمح له الفاتح بالولوج.
تبعه إلى غرفة في أقصى الشقة يغمرها الظلام كالعادة إلا من مصباح يصب الضوء عليه دون غيره وأحياناً على الذراع الأيمن لرئيسه.
حدثه فواز ببرود: عايز تشوفنا ليه يا شادي ؟
أسقط شادي قلنسوته وحك رأسه تائهاً: هو مش حضراتكوا عارفين اللي حصل بردو ؟؟
بنفس النبرة: وإيه اللي حصل ؟
- بوليس الأداب عمل كابسه ع الفندق الجديد اللي روحناه، والبت فتون هربت .. والباقيين والجداد اتقبض عليهم
- وعايز مننا إيه دلوقتي ؟
- عايز مساعدتكوا عشان أرجع أقف على رجليا تاني
نهض فواز من مقعده وأتجه إليه بتؤده، دار حوله ووقف خلفه تماماً، همس بصوت قوي مخيف: أنت بقيت كارت محروق يا شادي .. خطر ولازم نخلص منه
أرتعش جسده خوفاً من مدلول كلامه وتأتأ في الحديث دون أن تخرج منه كلمة واحدة ذات معنى.
لم يلحظ ضغط رئيسه الجالس في الظلام على زر ما أعقبه دخول رجلين من لاعبي كمال الأجسام .. أقتربا منه وأمسكا بتلابيبه.
أمرهم فواز بقسوة: خدوه من هنا وخلصوا عليه ف أي حته وأرموه لكلاب السكك تنهش ف لحمه
أطاعه الرجلين في صمت وصحباه إلى مكان لا يعلم عنه أحد ولا يُسمع فيه صرخة وإن دوت أسبوعاً متواصلاً .. كاتمين أنفاسه مانعين عنه حتى حق الصراخ.
إن الدنيا دوارة .. وكما تُدين تُدان، لقد كتم صراخات العديد من الفتيات المتوسلات منه الرحمة لكنه صم أذنه .. تسبب في قتل بعضهن وإنتحار بعضهن دون أن يرف له جفن .. هناك قاضِ اسمه العدل .. لا يرد دعوة المظلوم إذا ظُلم ولا شكوة المقهور لكنه يُمهل الفرصة تلو الأخرى فإذا تاب وأصلح فقد أُنقذ .. وإذا استمر وطلح فلا مفر من إقامة الحد عليه.
***
جلست بجوار حمزه في غرفتهما يتشاركان السعادة بما أنتهت إليه الأمور، فقد ذهبت ميّ برفقة والدتها على وعد بالزيارة والسؤال الدائم، والأكثر أهمية أن سمية ودعتها باسمة سعيدة لسعادتها يكفيها رؤيتها على فترات.
أنت تقرأ
رزقت الحلال
Romance👈للكاتبة: سارة محمد سيف👉 👈إلى كل من رأى أن خطأه لا يغتفر😢 😧وأنه ما عاد هناك طريق للعودة😥 ✔فلتعلم .. 🚪أن أبواب التوبة دائماً مفتوحة على مصرعيها 🕛لا تقفل ساعة أو تستريح حيناً💤 💡فإذا أدركت خطأك وأين مربطه .. 💪قاومه .. عالج داءك بيدك وقوتك ال...