رزقت الحلال {الحلقة 17}

6.5K 246 4
                                    

تسير ولكن دون أن تلمس قدميها الأرض بسبب قفزها المستمر من السعادة تمسك بإحدى يديها بلونة منتفخة على شكل وجه ميكي ماوس والأخر تتعلق بكف حمزه والذي أجبرته على حمل الحلوى التي منحها إياها من بالمسجد.

شعر بسعادة كبيرة لسعادتها بل إنه ضحك من كل قلبه كما لم يفعل منذ زمن، إن عالم الأطفال ملئ بالحب والضحك كما السعادة لا مكان للحزن أو الخيانة كأنهم في عالم يتنزه عن النواقص .. عالم تحميه الملائكة من قذارة البشر.

وصل إلى المنزل وسلم مي مي إلى والديه متجهاً إلى غرفته، استغرقه التفكير في كل ما تعرض له من غدر وغيره من نواقص، عاد الحنق والغضب إليه مرة أخرى.

هب من مكانه وإرتدى ملابسه الرياضية وخرج إلى حيث عائلته تتابع حلقة ما على التلفاز.

رأته والدتها فتساءلت: رايح فين يا حمزه؟

- هأروح الچيم شوية

-هو إحنا بنشوفك غير الجمعة وياريت كل جمعة دي كل فترة والتانية بس

-ما أنا أصلاً كنت قاعد ف أوضتي هتفرق حاجه أوضتي عن الچيم ؟

قالت بحنق: ما أنت اللي حابس نفسك لوحدك ومش عايز تقعد معانا

أمسك والده بيد سمية: خلاص يا سمية سيبيه يعمل اللي يريحه وأدينا قاعدين مع بعض لحد ما يرجع

أشار برأسه إلى حمزه حتى يذهب، ابتسم له ممتناً لإنقاذه من بين براثن لوم والدته.

بعد أن أغلق باب الشقة خلفه زفرت بضيق: أنا مش عارفه هتفضل تقف ضدي وف صف الواد دا لحد أمتى يا أحمد !

-مش ضدك ولا حاجه، بس هو شكله مضايق والچيم لما يلعبله فيه كام لعبه على كام حركة هيخليه يهدا شوية

تنهدت: وياترى إيه اللي ضايقه ؟

إلتفت إلى التفاز من جديد متمتماً: لو حابب يتكلم هيجي يقول من غير ضغط يا سمية!

نظرت له بحنق وهي تعض شفتيها من الغيظ، هكذا هو زوجها لا يعطيها رداً شافياً.

***

نسيت ترددها في الدخول إلى منزل امرأة لم تعرف عنها سوى اسمها الذي أطلعتها عليه في طريقهما ليست حتى متأكدة من صدقها.

انسجمت مع مزاح الحفيدة مع جدتها وجو الطيبة الذي يكسو المكان، بعد الغداء انصرفت الجدة لترتاح في غرفتها قليلاً معللة ذلك بأن الدواء الذي تتناوله يجعل جسدها يصل إلى أعلى حالات استرخاءه.

لا تعرف ما سبب فتح الحديث ولكن النتيجة كانت رواية حنان لفقدانها ابنتها وبعد ذلك طلاقها وزواجه من أخرى حتى وصلت إلى إطلاعها عن رغبته في الحاق ابنته بالمدرسة التي تعمل بها.

أشفقت على حالها مدركة أنها ليست الوحيدة التي تعاني في هذه الدنيا، لعبت بها الحياة أخذة سعادتها في لحظة وبدلتها شقاء لكن الدنيا لا تكتفي بشخص دون سواه.

رزقت الحلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن