استأجر الجميع باصاً صغيراً ينقلهم إلى سوهاج؛ فإن الأيام الأولى من رمضان تجعل القطار لا يطاق من شدة الزحام .. فهناك من يجلس أسفل مقعد وأخر لايجد بُداً من الجلوس فوق حقيبة سفرك دون حتى طلب الإذن، هذا عدا الرائحة التي لا تطاق واستمرار الأطفال في ركضهم من عربة إلى أخرى متخذينه حديقة الأزهر دون مراعاة أن الناس إكلينيكياً بدأوا بالتساقط من فرط الإختناق وعدم وصول الأكسجين الكافي إلى أنسجتهم.
تتقزز من رائحة العرق التي تحاوطك، وفي تلك الأوقات لا يوجد فرقة بين الدرجة الأولى وعربة نقل البضائع .. والرجل الذي يقطع التذاكر يلتزم الصمت يكتفي بقطع التذاكر مدركاً أن أقل كلمة اعتراض ستتسبب في إلقاءه من نافذة القطار أثناء سيره.
المكيف .. ليس له داعِ، ففي تلك الأوقات مهما كانت قوته لن يؤثر في أعداد الأنفاس التي تتزايد ولا تقل، وكأنه يشعر بالإختناق فيكتفي باللهاث كل عدة دقائق.
فضل الجميع السفر سوياً مستأجرين الباص وأخذ استراحة على فترات أثناء الطريق، لقد أصر فاروق على دعوتهم جميعاً إلى الإفطار في اليوم الأول من شهر رمضان الكريم، كما أن قران زهرة سيعقد اليوم؛ فبعد طول إنتظار وصبر رزقها الله بمن أرضى نفسها.
أثناء الطريق أرتفع أذان المغرب معلناً موعد كسر الصيام وبل الريق بشق تمرة أو قطرات مياه، فيما تخرج سمية زجاجات المياه التي اشترتها من الاستراحة الأخيرة، كان هناك رجال يقفون بالطريق ويلقون بأكياس داخل السيارات المارة ويقولون مهللين "كل سنة وأنتوا طيبيـــن".
كانت عبارة عن أكياس من مختلف أنواع العصائر، فكانت مجموعة تلقي بعصير البرتقال وأكياس بها ماء، وبعد مسافة تُلقى أكياس أخرى من مشروب التمر الهندي وعصير المانجو .. وأكياس من التمر الجاف.
ابتسم الجميع فرحين بتلك الأشياء الصغيرة، تركوا ما أحضروها جانباً وبدأوا في تناول تلك العصائر، أخبرهم السائق أن هذه هي العادة طوال شهر رمضان بالأخص في بدايته حيث يشق على البعض الصيام أثناء السفر ويصمونه البعض منصاعين لكن الخوف من عدم الحصول على الماء أو ما يشق الصيام كان يقلقهم فأصبحت العادة أن يقفوا على الطريق ويهبون تلك العصائر للمارين، عوضاً عن موائد الرحمن لمن لا يستطيع تحمل تكلفتها.
قهقه السائق متذكراً أن أحد السائقين لم يكن دينه الإسلام فتوقف وأعاد إليهم الأكياس لكنهم أبوا ذلك مبررين أنهم يمنحونها لمن كان صائماً أو فاطراً من المسلمين فما ضير غير المسلم .. ثم أخبروه أن هذا رزقه وتلك أخر الأكياس لديهم فليشربها هانئاً.
وصلوا إلى منزل عائلة حياه حيث استقبلهم فاروق بترحاب شديد كعادته، كان الجميع في إنتظارهم حتى يتناولون الإفطار سوياً كما كانت في صحبتهم عائلة خطيبة عصام وخطيب زهرة الملقب بجلال وأسرته، مُدت الموائد في الحديقة وانفصل الرجال عن النساء في الطعام.
أنت تقرأ
رزقت الحلال
Romance👈للكاتبة: سارة محمد سيف👉 👈إلى كل من رأى أن خطأه لا يغتفر😢 😧وأنه ما عاد هناك طريق للعودة😥 ✔فلتعلم .. 🚪أن أبواب التوبة دائماً مفتوحة على مصرعيها 🕛لا تقفل ساعة أو تستريح حيناً💤 💡فإذا أدركت خطأك وأين مربطه .. 💪قاومه .. عالج داءك بيدك وقوتك ال...