لثم وجنتها سريعاً فقد شعر بتعجلها في الذهاب، ترجلت مسرعة ودلفت عبر البوابة، أخفض رأسه قليلاً يقرأ ما كتب على اللوحة المعلقة " جمعية أحمد العربي الخيرية " ثم ما كتب بخط أصغر أسفلها " صدقة جارية عن روح صاحبها أحمد العربي" اتسعت إبتسامته فخراً بزوجته، فلقد أنشأت هذه الجمعية بعد وفاة والدها متمنية أن تكون الولد الصالح الذي تركه والدها على الأرض فيكون سبباً بإرتقاءها إلى أعالي درجات الجنان.وقفت مبتسمة في منتصف الحديقة حتى تجمهر حولها الأولاد منتظرين الحلوى التي تسببت في إنتفاخ حقيبتها كما اعتادت، بعد إنتهاءها من التوزيع توجهت إلى مكتبها تباشر عملها ومراجعة الملفات.
لقد شجعتها حنان على الفكرة بشدة فهناك في بلادنا العديد ممن يحتاجون العطف والحنان قبل المساعدة المادية، نمت في رأس نجلاء الفكرة بعد أن ذكرتها حنان بفؤاد أعمال الخير .. لكن ما جعلها تحزم أمرها هو موت والدها فكررت أن تضرب عصفورين بحجر واحد وقررت أن تكون هذه الجمعية هي صدقة جارية عن روحها.
استغرقت في الملفات ودراستها حتى لم تشعر بوصول حنان وأفاقت منتفضة على نغمة حنان الرنانة في طرق الباب، شهقت فزعاً: حرام عليكي خضتيني
جلست أمامها قائلة: بعد الشر عليكي يا بطة من الخضة
سألتها عن الساعة، فأجابت: الساعة أربعه
ضربت جبهتها بمؤخرة كفها: يااااه .. دا الوقت سراقني
نظرت حنان إلى الأوراق المتكدسة أمامها: ربنا يعينك على عمل الخير كمان وكمان
- يا رب .. أومال ميّ فين ؟
- بتلعب برا مع صحابها الجداد .. ما شاء الله عليها قدرة غير عادية في تكوين الصداقات
- ربنا يخليهالك ويحميها .. وحشتني أوي .. وماما نفسها تشوفها جدااا
أشارت إلى عينيها: بس كدا؟؟ .. م العين دي قبل العين دي .. خلاص إحنا عازمين نفسنا عندكوا الجمعة الجايه .. بس هي مامتك عامله إيه دلوقتي؟
تنهدت مرتاحة: الحمدلله أحسن من الأول .. كفايه أنها وافقت أخيراً تيجي تعيش معايا أنا وفادي في بيتنا .. بعد ما تعبت أعصابها في البيت بتاعها وذكرياتها مع بابا -الله يرحمه-
شاركتها حنان الأسى: مع الوقت هتقدر تفوق أكتر من كدا
ثم هتفت بحماس: صحيح البيه أحمد الصغير أخباره إيه ؟؟
ضحكت نجلاء على سيرته: اسكتي دا مطلع عينها .. دا أنا تقريباً ما بقتش بأكلم حياه عشان ما أسمعش عياطه وصريخها هي هههههههه .. ماما بتقول عليه نسخة طبق الأصل من حمزه وهو صغير سواء في الشكل أو في التصرفات .. وهو يسمع كدا من هنا وتبقى الأرض مش سايعاه م الفرحة
قهقهت حنان: وهو يهمه إيه ؟ .. مش بيروح يلاقي أكله جاهز وهدومه نضيفه ومكويه والبيت زي الفُل والواد نضيف وبيلمع
أنت تقرأ
رزقت الحلال
Romance👈للكاتبة: سارة محمد سيف👉 👈إلى كل من رأى أن خطأه لا يغتفر😢 😧وأنه ما عاد هناك طريق للعودة😥 ✔فلتعلم .. 🚪أن أبواب التوبة دائماً مفتوحة على مصرعيها 🕛لا تقفل ساعة أو تستريح حيناً💤 💡فإذا أدركت خطأك وأين مربطه .. 💪قاومه .. عالج داءك بيدك وقوتك ال...