رزقت الحلال {الحلقة 39}

8.2K 297 9
                                    

جلست على الأريكة في غرفتهما وهو إلى جوارها، يمسك يدها الغارقة بين كفيه، تنهد مبتسماً بهدوء ليخفف من وطأة الموقف: أنا معترف إني غلطان في معاملتي ليكي الأسبوع اللي عدا دا، بس حطي نفسك مكاني .. أختي عندها السرطان وأنا ما أعرفش .. وبعدين أكتشف إن مراتي عارفه وما قالتليش .. كنت لسه بأديكي الأمان وبنحدد حياتنا سوا هتبقى ماشيه إزاي .. وألاقيكي مخبية عني حاجه مهمة زي دي

قالت بصوت خافت: والله ما كان بإيدي، نجلاء هي اللي أصرت أني ما أقولش لحد وما حبتش أرفض عشان لما تروح الجلسة تبقى تقولي .. عشان ما تبقاش لوحدها .. وما كنتش عايزاها تفقد ثقتها فيا

رد ببرود قاسِ: بس إنتي فضلتي ثقتها هي فيكي على ثقتي أنا فيكي !

طرفت الدموع من عينيها بغزارة: أسفة، أنا ماكنتش أعرف إن كل دا هيحصل، كنت فاكرة إنها هي هتقولكوا بعد ما تهدا من صدمتها شوية وتبقى عرفت منها

ترك يديها وأمسك وجهها يمحو الدموع وقد تمزق قلبه لرؤيتها: طب إنتي بتعيطي ليه دلوقتي؟ مش إحنا أتفقنا إننا هنتكلم بهدوء زي إتنين كبار عاقلين؟؟

أومأت في صمت فتابع: وإنتي فاكره لما أشوفك بتعيطي أنا كدا هأفضل عاقل؟

رفعت رأسها إليه وحدقت في عيونه بقوة لتستشف مقصد كلامه، دفعها عنه بروية ناهضاً، تخلل شعره بأصابعه متمتماً بعصبية: يا بنت الحلال ما تستفزنيش !

أجابتها ببراءة وملائكية: هو أنا عملت حاجه ؟

عاد للجلوس جوارها بسرعة وتناول وجهها بين كفيه، لثم شفتيها في شوق ورغبة، صدمها ما يفعله لكنها شعرت بدقات قلبها تتنافس، وجسدها يفقد قدرته على البقاء متوازناً، ارتفعت يديها لا شعورياً تحيط بعنقه لكنه فجأة دفعها كما ضمها.

أمسكها من كتفيها وهزها بعنف: اتهدي بقى اتهدي .. هتبوظي كل اللي بأخطط له، ببراءتك دي واستهبالك

عقدت حاجبيها وذراعيها: حاضر، بس إيه اللي بتخطط له ؟

تنهد بقوة: الأول لازم نقفل المشكلة اللي حصلت دي عشان ما تتكررش تاني، ماشي؟

أكمل عندما رأى موافقتها فهي لا تريد أن يغضب منها مرة أخرى: لما تحصل أي حاجه تخصك أو تخص حد من عيلتنا يبقى لازم تقوليلي .. حتى لو الجن الأزرق قالك ما تقوليش لحد .. أنا لازم أعرف كل كبيرة وصغيرة عنك وعن أي حد يخصنا .. غير كدا مش عايز أعرف حاجه .. أتفقنا ؟؟

هزت رأسها: أتفقنا

نهض فسألته إلى أين هو ذاهب، أجابها: ثواني وراجع

رزقت الحلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن