رزقت الحلال {الحلقة 52}

7.3K 270 3
                                    


أرجعت رأسها للخلف تُسندها إلى ظهر الأريكة، تناولت زهرة كفها تربت عليه بحنان والشفقة تملئ عينيها، لا تقدر على قول كلمات لن تقدم ولن تؤخر فقط ستزيد عذاب قلة الحيلة إلى عذاب أختها.

تنهدت نجلاء بحزن: لسه حابس نفسه فأوضة الضيوف ؟

ردت عليها حياه محدقة في السقف: زي ما هو، خمس شهور ع الحال دا لحد ما خلاااص حاسه إني بأتخنق بالبطئ وإن فيه حبل حوالين رقبتي كل يوم عمال يضيق زيادة

زهرة مواسية: جوزك يا حبيبتي ولازم تصبري .. أكيد هتفرج عن قريب

وجهت نجلاء حديثها إلى زهرة: هو صحيح اللي ما يتسمى دا مات ؟

تشهدت زهرة: أيوه .. مات .. الرصاصة دخلته ف غيبوبة مافاقش منها ..

أشاحت نجلاء بيدها: أحسن .. ربنا ينتقم منه .. ويكون مكانه النار ف جهنم

لامتها زهرة بهدوء: ربنا العالم باللي عملوه وهو العدل اللي هياخد الحق من الظالم ويرجعه لصحابه

ثم أضافت مخاطبة حياه: عرفتي أنه كان بيهرب أثار ؟

نظرت لها حياه وقد أتضحت أمامها معالم الأمر: عشان كدا كان عندنا ف سوهاج !

شهقت نجلاء: يعني مش قواد وقتال قُتله بس لا وكمان مُهرب .. ربنا ينتقم منه

اعتذرت حياه من شقيقتها: أنا أسفة أوي يا زهرة على اللغبطة اللي عملنهالك ..

ضحكت زهرة بهدوء وغمزتها: يظهر مش إنتي السبب ف عدم جوازي لحد دلوقتي زي ما محمود كان بيقول .. شكلي أنا اللي فقرية ههههه

لم تقدر حياه على الإبتسام لكنها شكرت أختها لعدم تحميلها الذنب فيكفيها بل ويفيض تحميل حمزه عليها، انتبهت لبقية الحديث: ع العموم جوازنا كمان شهر ونص .. كل الحكاية بدل ما كنت هنكتب الكتاب وبعدين الفرح هيبقى كله في يوم واحد ..

سألتها نجلاء: إنتي وعصام هتتجوزوا ف يوم واحد ؟؟

ابتسمت لها زهرة: أيوه .. أخوات بقى وكدا هههههه

بادلتها نجلاء البسمة: ربنا يتمملكوا على خير

- آمين يا رب

سألت حياه عن حال سمية فأجابتها نجلاء حزينة: على طول ف أوضتها يا تعيط يا تقرا قرآن وهي بردو بتعيط ...

أشفقت على حال الزوجة المنكوبة: ربنا يصبرها

نهضت نجلاء: أنا هأروحلها بقى .. من ساعة ما مات بابا –الله يرحمه- وأنا قاعدة معاها في البيت وبأحاول أقنعها تيجي تقعد عندي بس مش راضية خااااالص .. وأنا قعدت البيت دي تعبتني .. شايفة بابا ف كل حته حوليا .. أعصابي مش قادرة تستحمل

طمأنتها حياه: مسيرها تهدا وتطلب بنفسها أنها تيجي معاكي .. أول ما تقتنع أنه مش راجع تاني

رزقت الحلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن