رزقت الحلال {الحلقة 40}

8.3K 274 1
                                    


أتى الصباح محملاً بالسعادة والهدوء منذ أمد لم يطرقوا حياة حياه، عقب الإفطار ذهبت حياه مع حمزه إلى حيث توجد الشقة لتراه وتتخيل الأثاث المناسب لها.

كانت الشقة فسيحة، من ثلاث غرف ومساحة استقبال فسيحة تتسع لطاولة سفرة ومشتملاتها، صالة ومعيشة، كذلك المطبخ يسمح لها بحرية الحركة وبه مساحة لطاولة صغيرة.

نظرت من النافذة الملحقة بالاستقبال لتجد أُصص فارغة، تخيلت شكل النباتات بعد أن تحتويها، ستزرع ورود  لترسل ريحها المنعش إلى أرجاء الشقة.

كان حمزه يتحدث مع حارس البناية بينما هي غارقة في تخيلاتها، اقترب منها حمزه وأخبرها أنه سيذهب مع الحارس ليرى صاحب العمارة حيث أنه لم يأتي إلى هنا منذ زمن وهناك بعض الفواتير وغيرها يريد صاحب العمارة محادثته بشأنها.

وافقت أن تبقى في الشقة تتخيل الأثاث وترى ما يناسب تصميمها من أثاث المجلة التي أحضرتها برفقتها، سيمضي الوقت سريعاً، لأننا عندما نغرق في الأحلام يختلف حساب الزمان.

جلست على أحد الصناديق المقلوبة تضع علامة بجوار الأثاث الذي رأته مناسباً، استغرقها الأمر فلم تشعر بدخول أحدهم من باب الشقة المفتوح على مصرعيه، رفعت رأسها لتتفاجئ بفتاة تكبرها خمسة أعوام على الأقل، ترتدي فستاناً واسعاً يخفي تناسق جسدها يعلوه سترة من الجينز تخفي ذراعها، وعلى رأسها حجاباً بلون ثوبها الأحمر القاني.

اعتقدت أنها إحدى الجارات فابتسمت في وجهها مرحبة: أهلاً وسهلاً

وترتها نظرت الفتاة التي مسحتها من أخمص قدميها إلى أعلى رأسها، رددت كأنها تحدث نفسها: بقى إنتي اللي فضلك عليا ؟

ارتفعا حاجبا حياه تعجباً: أفندم ؟

عقدت الفتاة ذراعيها وابتسمت بسخرية: أنا هاجر

توجهت عيونها إلى الجهة العليا يساراً عسى أن تتذكر، لكنها لم تتعرف عليها: هو أنا أعرف حضرتك؟

ضحكت ضحكة ضايقت حياه، فكيف لهذه الضحكة أن تخرج من خلف هذه الملابس الدالة على الإحتشام، سألتها: هو حمزة ما حكالكيش عني ولا إيه ؟ .. لم تكن تعلم أنها ترتديها إتباعاً للموضة الدارجة في الوقت الحالي ليس هدفها الإحتشام في حد ذاته.

سألتها بإنزعاج: إنتي مين ؟

بكل ثقة تمتلكها عرفت نفسها: أنا هاجر، حبيبة حمزه وخطيبته

وقفت حياه ونظرت لها بتحدي: قصدك كنتي خطبيبته

لاحظت تشديدها على "كنتي" فقالت بثبات: وكنت حبيبته كمان

رزقت الحلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن