رزقت الحلال {الحلقة 42}

7.3K 283 1
                                    


أتى الموعد مع الطبيب النفسي بطيئاً، اختفت الضحكات كأن ألف ليلة قد مرت عليها من الشقاء ليس فقط سطوع شمس يوم واحد جديد.

توجه حمزه برفقة والديه ومي مي إلى عيادة الطبيب فيما ظلت حياه برفقة حنان في إنتظار الأخبار، جلس الطبيب في البداية معهم يتحدث إليهم ويلمبالموقف بأكمله ليحدد أنسب وضع وأسلم طريقة لتوصيل الأمور إلى عقل مي مي بطريقة يستطيع عقلها تقبله.

علق الطبيب بعد أن أنهوا حكايتهم: إمممم، هأتكلم معاها الأول لوحدنا وبعدين أقولكوا إيه اللي هنعمله

صمتوا جميعاً وخرجوا لتدخل الممرضة برفقة مي مي ضاحكة ومستمتعة بما حصلت عليه من حلوى، جلست أمام الطبيب الباسم يسألها بنبرة حانية، فهي في عمر أصغر أحفاده: إنبسطي مع عبلة برا ؟

نظرت إليه مستغربة: عبلة مين ؟

اتسعت إبتسامته: بقى أخدتي كل الحلويات اللي معاها وما تعرفيش اسمها ؟

هزت كتفيها بلا مبالاة: هي ما قالتش، وميس حنان بتقولنا إنه مالناش دعوة بحد .. لو حد عايز يقولنا حاجه نسمعله لو مش حابب نسيبه براحته

 اعتدل في جلسته فقد سهلت عليه أغلب الطريق، سألها مستفهماً: مين ميس حنان دي ؟

برقت عينيها وابتسمت فرحة: دي مُدرسة الدين اللي بتديني .. وصاحبة حياه مرات حمزه بردو

نزع زوج العيون الإضافية التي توضح الرؤية أمامه وشرع في تنظيفها مدعياً عدم الإنتباه بينما يترقب ردود أفعالها من طرف عينيه: وبتحبي ميس حنان على كدا بقى ولا إيه ؟

هزت رأسها بقوة: أيوه، بأحبها أووي .. بتلعب معايا في الفسحة وبتجبلي حاجات حلوة كتير .. كمان بتحضني لما بأعيط وبتاخدلي حقي من اللي بيضايقني

ثبت نظارته: طب وهي عندها أولاد ؟

شردت تحاول التذكر ثم أجابت يائسة: لا .. أنا ماشوفتش معاها حد ولا هي قالت

اقترح: إيه رأيك لو ميس حنان دي بقت ماما .. هتتبسطي ولا تزعلي ؟

أطرقت رأسها تفكر ثم أجابت بتردد: أنا بأحب ماما سمية بس .. بس لو ميس حنان كانت ماما أنا مش هأزعل وهأبقى مبسوطة

أضافت كأنها شعرت أنها غادرة: بس بردو هأحب ماما سمية أووي

أومأ الطبيب برأسه يطمأنها، ضغط على زر بجوار يده الموضوعة على المكتب فلبت الممرضة نداءه، أمرها بحزم: خلي الجماعة يدخلوا

أضاف باسماً: وخدي مي مي وجيبلها حاجات حلوة على حسابي .. هدية مني ليها

رزقت الحلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن