رزقت الحلال {الحلقة 14}

6.3K 250 1
                                    

استعد حمزه متأنقاً للذهاب إلى مشواره مع صديقه مُسعد غير شاعر بأي تأنيب ضمير على طريقة حديثه هكذا أمام والديه مع شقيقته الصغرى، لقد كف عن شعور بأي شيء منذ أمد ليس ببعيد.

خرج من غرفته متجهاً إلى غرفة المعيشة، وجد مي مي تتسلى بمشاهدة التلفاز بينما والده يتحدث مع فادي عما سبب سوء التفاهم بينه وبين زوجته، تتابع والدته الموقف بإهتمام بينما نجلاء تدير وجهها للناحية المعاكسة مظهرة غضبها.

ابتسم بسخرية: أنت لسه فيك حيل يا ابني تيجي ترجعها ؟؟؟، دا أنا لو مكانك كنت زهقت وطلقتها من زمان

صرخت به والدته سمية: إيه اللي أنت بتقوله دا يا حمزه ؟؟؟

هتفت نجلاء بحنق: أنت عايز تخرب عليا يا حمزه !

اتسعت ابتسامته رغم أنها لم تصل إلى أذنيه: وأما إنتي عايزه ترجعيله وتتصالحوا سيباه بقاله ساعة بيتكلم مع بابا وهو ف نص هدومه ومش راضية تروحي معاه ليه؟؟!

ارتبكت نجلاء وبدأت في فرك يديها بشدة بينما تهز قدمها بتوتر جليّ، تنهد الأب متحدثاً بهدوء رزين: مالوش داعي الكلام دا يا ابني، هو جوزها وعارفها أكتر مننا وعارف طريقتها وراضي

فادي مبتسماً بسماحة: أعمل إيه يا حمزه .. بأحبها بقى

حمزه بضيق: يبقى استحمل يا كبير الذل

فادي بهدوء: الحب عمره ما كان ذل يا حمزه، الحب يعني اغفرلها لما تغلط ف حقي عشان هي تغفرلي لو غلطت ف حقها .. لو ما سامحتش مش هأقدر استنى إنها تسامحني وهنفضل على طول ف شد وحياتنا متعلقة بشعرة.

حمزه متحسراً: دا لو فيه حاجه اسمها حب أصلاً

وضع أحمد يده على كتف ابنه: فيه يا حمزه بس كل الموضوع إنه ربنا لسه ما أذنش إنك تقابله لحد دلوقتي

أومأ حمزه معتذراً بضرورة ذهابه فوراً لمقابلة صديقه، رحل مسرعاً فهو لم يعد يطيق كلمة حب في أي حوار يخوضه .. الحمدلله أنه سيقابل مُسعد ويلهيه بفكاهات التي لا تنقطع فهو يمتاز بخفة الدم لكنه يتحول إلى الجدية الشديدة أيضاً وقت الحاجه.

تم اللقاء واتفقا على الذهاب للعشاء سوياً، قال مُسعد متفاخراً: بما إنه الواحد لسه قابض بقى فأنا قررت أعزمك ومش ف أي مكان، لاااا ف أجدع مطعم فيكي أمصر

- ومن إمتى البزخ دا ياخويا ؟

- يلا، على الله يطمر

- يا شيخ إتنيل، أنت هتذلني على حتة عشوه لا راحت ولا جت ؟؟ خلاص مش لاعب

- يا عم تعالى بس، مين دا اللي يقدر يذلك يا باشمهندس

-واحد كدا يا باشمهندس

قهقه مُسعد: طب خلاص حقك عليا ويلا بقى لأحسن أخوك هفتان خااالص

جلسا على الطاولة يتابعان حديثهما الذي لا يخلو من المزاح، هدأ تفكير حمزه حتى أنه بادل مُسعد مزاحه بالمثل حتى ...

رزقت الحلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن