دخل إلى منزله متعب من طول طريق السفر، وجد شقيقته مرتمية في أحضان والدتهما تبكي وتنوح، تنهد بتعب محدثاً نفسه: هو يوم باين من أوله .. مافيش راحه إنهارده أنا عارفلمحه والده فاتجه إليه يستقبله: أهلاً يا ابني .. حمدالله ع السلامة
-الله يسلمك يا بابا، أومال فين مي مي ؟
-بتلعب ف أوضتها
- طب أنا هأدخل أشوفها
هبت شقيقته صارخة: يعني جاي من برا وشايفني مفحوطه من العياط وما كلفتش نفسك تقولي مالك ؟!
رفع جانب شفته قائلاً بملل: هيكون في إيه جديد يعني؟ .. كالعادة خناقة تافهة من تفاهاتك وفادي مالوش ذنب
ضربت بقدمها الأرض كالأطفال: شايفة يا ماما ابنك بيكلمني إزاي؟؟ .. وبيقول عليا تافهة كمان !
نهرته سمية بهدوء: مش كدا يا حمزه، براحه على أختك
أشاح بيده متجهاً إلى غرفته: أنا هأروح أغير وأشوف مي مي أحسن، بس يا ريت يا ماما تواجهيها بعيوبها .. أنا أصلاً مش عارف فادي مستحملها دا كله إزاي ؟
غادر تاركاً شقيقته كالبركان الذي على وشك الإنفجار بل كان يدفع الحمم بالفعل من بواطنه، حاولت والدتها تهدئة انفعالها ملتمسة لولدها العذر: معلش يا بنتي هو من ساعة اللي ما تتسمى دي ما عملت اللي عملته وهو بقى بيقول كلام دبش من غير ما يوزنه ويعقله
نسيت نجلاء حزنها على نفسها وتحولت إلى الحسرة على شقيقها: فين حمزه اللي هزاره كان بيخليني هأموت على نفسي من الضحك ولا نصيحته اللي بتبقى بهدوء وتخليني أعملها غصب عني لأنه بيقنعني بيها مش بيرمي كلام ملوش طعم
تنهد أحمد: ربنا يصلح الأحوال ليه وليكي
***
"لا مُنجي منه إلا إليه" .. لقد رددتها والدتها دائماً تبعتها شقيقتها الكبرى لتخطو خطوات والدتها، هي التي حقاً لم تهتم، كانت المدللة التي تفعل ما يحلو لها، تجد دائماً من يحل لها مشكلاتها، اعتادت على رعاية ودلال الجميع لها .. رغم مقدرتها على الإعتماد على نفسها لكن صدق المثل القائل "اللي يلاقي دلع ومايدلعش يبقى حرام عليه".
لم تكن تدري أن كل من دللها كان يخاف على تلك البراءة التي تملكها من الضياع بسبب أُناس لا ترحم، قلوب كالصخر وضمائر من زئبق تتغير بتغير المصالح والرغبات.
سلمى ... تلك الصديقة الصالحة ، كم من مرة نصحتها بأن تخفف من تصرفاتها اللا مسئولة حتى لا تزيد العاتق على أهلها عن الحد.
لقد كانت سلمى جارتها وصديقتها، لعبا سوياً منذ كانوا صغاراً .. أقاما سوياً في القاهرة لدى عمة سلمى رغم أنها التحقت بكلية ألسن في حين إرتادت سلمى كلية اقتصاد وعلوم سياسية.. لم يكن ذلك الإختلاف اليتيم بينهما بل كان هناك الكثير من التناقضات الأخرى .. سلمى تتحمل المسئولية منذ الصغر فوالدتها لم تسمح لها بالدلال الزائد خوفاً عليها من الفساد، مقتنعة أنها ذات يوم ستصبح ربة منزل وقتها لن يتقبل أي زوج كان دلالها، دائماً ما كانت قريبة من ربها تناجيه باستمرار تتلمس رضاه في كل عمل تقوم به .. أما هي فكانت علاقتها به وقوفها بين يديه خمس مرات يومياً وصوم شهر رمضان ولا تعرف للمسئولية معنى في قاموسها الخاص وأغلب معرفته بالدين لا تتعدى ما أخذته في الإبتدائي خلال حصص التربية الدينية.
أنت تقرأ
رزقت الحلال
Romance👈للكاتبة: سارة محمد سيف👉 👈إلى كل من رأى أن خطأه لا يغتفر😢 😧وأنه ما عاد هناك طريق للعودة😥 ✔فلتعلم .. 🚪أن أبواب التوبة دائماً مفتوحة على مصرعيها 🕛لا تقفل ساعة أو تستريح حيناً💤 💡فإذا أدركت خطأك وأين مربطه .. 💪قاومه .. عالج داءك بيدك وقوتك ال...