شعرت بالحرارة تكاد تُطبق على أنفاسها، حريق يندلع بأحشاءها دافعاً النوم بعيداً، تلهث في محاولة لإلتقاط أنفاسها الضائعة، ارتدت إسدال الصلاة وخرجت إلى الشرفة بيدها كوب من الحليب البارد أملاً في إخماد شعلة صدرها، لم تكن تعلم أنه سيهيج حرقتها أكثر حتى أطلعت الطبيب في وقت لاحق.
قاومت الدموع لكنها أبت أن تبقى في محبسها فهطلت تريحها وترتاح، لقد مرت عليها الجلسة أصعب من سابقاتها تمنت خلالها العمل بنصيحة حياه وإخبار أحد بما تمر به، مع ذلك لم ولن تخبر أحد مهما عانت .. فهذا ليس ذنب سواها ليشاركها المعاناة كذلك ليس ذنبها .. عادت النقمة تملأ صدرها فلم هي ولما يحدث لها هي بعينها.
وُضعت يد على كتفها وصوت يتعجب من سهرها إلى تلك الساعة: إيه اللي موقفك في البلكونة دلوقتي يا نجلاء؟
كفكفت دموعها بسرعة شاكرة لضعف الإضاة حتى لا يستكشف بكاءها: أبداً، قلقت شوية فقولت أشرب كوباية لبن عشان أعرف أنام
تشكك: إنتي مش على طبيعتك بقالك فترة .. حصل حاجه ؟
سألته متوترة: لا هيكون فيا إيه يعني ؟؟
أومأ صامتاً، يعلم أن هناك ما تخفيه عنه منذ فترة فهو لا يعرفها منذ الأمس فقط لكنه أبى الضغط عليها وتركها حتى تأتي إليه تقصّما تمر به بإرادتها.
***
تململت في فراشها بضيق، حركت يديها في الهواء علها تبعد تلك الهمهمات التي تفسد عليها سباتها .. لكن بلا جدوى.
ركزت لتلتقط الكلمات جيداً لعلها تنتهي منها حتى تعود لنومها من جديد: يا بنتي كفاية نوم .. دا إنتي لو ما نمتيش بقالك سنتين كان زمانك صحيتي .. ع العموم إنتي حرة .. أنا عملت اللي عليا ولو فاتك الفجر حاضر مش ذنبي بقى
بمجرد أن إلتقطت أذناها كلمة "الفجر" حتى انتفضت وسألت بفزع: هو الفجر أذن ؟
اعتدل واقفاً: أيوه .. قولت أصحيكي قبل ما أروح المسجد مع الجماعة
نهضت من فراشها بينما غادر هو إلى المسجد، أدت فريضتها واستكانت على سجادة صلاتها تسبح وتذكر الله.
عاد بينما تُنهي تسبيحاتها، لمحت نظراته المتعلقة بها مما جعل الإحمرار يكسو خديها، اقتربت منه ونظرها لا يتزحزح عن موضع قدميها: أنا أسفة ..
نظر لها مندهشاً: بتتأسفي ليه ؟
هزت رأسها بحرج: عشان الكلام اللي قولته إمبارح ومعاملتي ليك .. ماكنتش أقصد صدقني
رفعت رأسها تنظر إليه بعيون تحمل براءة العالم داخلها، رأى الصدق والتوسل الحقيقي كي يغفر لها كلماتها .. تلك الكلمات التي لم تكن لتعبر شفتيها سوى لخوفها عليه، أمن المعقول أن يكون ظلمها .. أنها ليست بتلك البشاعة التي ظنها، أنها مجرد ضحية من ضحايا وحوش زماننا .. لم يستطع أن يُبقي على غضبه من كلماتها أكثر فارتسمت إبتسامة مغفرة على شفتيه جعلت شفتيها تردها له أكثر جمالاً وحلاوة.
أنت تقرأ
رزقت الحلال
Romance👈للكاتبة: سارة محمد سيف👉 👈إلى كل من رأى أن خطأه لا يغتفر😢 😧وأنه ما عاد هناك طريق للعودة😥 ✔فلتعلم .. 🚪أن أبواب التوبة دائماً مفتوحة على مصرعيها 🕛لا تقفل ساعة أو تستريح حيناً💤 💡فإذا أدركت خطأك وأين مربطه .. 💪قاومه .. عالج داءك بيدك وقوتك ال...