استيقظت حوالي الساعة الحادية عشر والربع، تحسست النصف الأخر من السرير الذي يحتله زوجها لكنها لم تجده كما أن المكان بارد يدل على نهوضه منذ زمن.
تمطأت بشدة وهي تنهض من السرير بكسل، اتجهت إلى طاولة التزينة وجلست أمامها تعيد ترتيب شعرها، لاحظت تورم بسيط في شفتيها مما جعلها تتذكر ما حدث بينها وبين زوجها الليلة الماضية.
ابتسمت بسعادة، ففادي هو حب عمرها ولكن في الفترة الأخيرة بدأت تشك في تصرفاته نتيجة ما اكتشفاه منذ عدة شهور، بعد زواج لم يدم أكثر من ثلاث سنوات لم يرزقهما الله خلالهم بأطفال؛ اتجهت نجلاء إلى الأطباء لتكتشف أنه ليس باستطاعتها الإنجاب ... على الأقل خلال الفترة الحالية.
تذكرت رد فعل فادي وقتها، لقد ضمها قائلاً أنه لا يهتم ما دامت هي معه، عرضت عليه تطليقها والزواج بأخرى فنهرها قائلاً ماذا يفعل بطفل لا يحمل دماءها.
رغم وقوفه بجانبها وصبره على عقمها، إلا أنها بدأت في تناول بعض العقاقير التي وصفها الطبيب، وكان الشك يأخذ منها مأخذه، تحبه لدرجه جنونية لا تتخيل معها أن يكون لغيرها حتى عندما عرضت عليه الزواج بأخرى كان تدعو داخلها أن يرفض بشدة فمهما كان هو حب عمرها، قد يكون تصرفها فيه أنانية ولكن الحب في نظرها لا يخلو منها.
استيقظت من عالم ذكرياتها على رنين هاتف المنزل، ركضت مسرعة علّه يكون حبيب قلبها، لكن لم تستطع إخفاء الخيبة في صوتها عندما سمعت صوت والدتها القلق.
-آلو .. يا نجلاء
-أيوه يا ماما
-فينك يا بنتي قلقتيني عليكي، مش بتردي على موبايلك ليه ؟
-معلش يا ماما كنت نايمه ولسه صاحيه دلوقتي
- طب طمنيني، حصل إيه مع جوزك؟
-الحمدلله يا ماما ، كله تمام
- الحمدلله طمنتيني .. طب مش ناوية تيجي ؟
- مش عارفه .. هاشوف ظروفي كدا وأقولك
- ماشي يا حبيبتي، خلي بالك من نفسك
أغلقت الخط مع والدتها واتجهت إلى المطبخ تعد كوباً من الكابتشينو الذي تعشقه، ثم عادت به أمام طاولة الزينة تتفحص ملامح وجهها.
إنها ذات بشرة بيضاء كالحليب الصافي، عيونها زرقاء كزرقة السماء في صباح يوم رائق أما شعرها فكان يميل إلى الإشقرار مع حفاظه على درجة من البني الفاتح، كان اهتمامها الأكبر منصباً على رأسها فهي لا تحب النظر إلى جسدها لأنه ممتلئ بعض الشئ مما يجعلها تشعر بالخجل منه.
وقفت أمام المرأة تتأمل شكلها في ثوب النوم وكيف يبدو جسدها، كانت تبدو به فاتنة لكنها لم تعترف بذلك بل تنهدت بحزن وفتحت خزانتها.

أنت تقرأ
رزقت الحلال
Lãng mạn👈للكاتبة: سارة محمد سيف👉 👈إلى كل من رأى أن خطأه لا يغتفر😢 😧وأنه ما عاد هناك طريق للعودة😥 ✔فلتعلم .. 🚪أن أبواب التوبة دائماً مفتوحة على مصرعيها 🕛لا تقفل ساعة أو تستريح حيناً💤 💡فإذا أدركت خطأك وأين مربطه .. 💪قاومه .. عالج داءك بيدك وقوتك ال...