رزقت الحلال {الحلقة 45}

8.3K 300 2
                                    


أغلقت الجدة الغرفة عليها وعلى ميّ التي انصرفت تلهو بألعابها في عالمها الملائكي، وقفت تسترق السمع إلى الحديث الدائر في الخارج إلا أنها أنتبهت لجلوس ميّ تنظر إليها ببراءة فأنبت نفسها وأتجهت تشاركها اللعب فأي مثال هي حتى تعلم حفيدة ابنتها هذه التصرفات التي لا تليق.

أطمئنت إلى إختفاء ميّ بالداخل، فجلست أمام خليل بعد أن قدمت له كوباً من العصير المفضل لديه، سألها مترقباً: طلبتي أجيلك ليه؟ .. هدى عملت حاجه ؟

هزت رأسها: لا أبداً، هدى ما شاء الله عليها شاطرة ومؤدبة .. ربنا يخليهالك

أومأ مرتشفاً من كوبه القليل: ربنا يخليكي .. أومال إيه الموضوع؟

تململت قليلاً ثم تنهدت: فاكر ساعة لما سألتك عن السلسلة اللي كنت عاملاها لميّ ؟

انتبه لحديثه وزاد تشوقه لمعرفة الآتي: أيوه ..

تابعت مبتلعة ريقها: أنا سألتك عشان شوفت بنت عمرها من عمر ميّ وكانت لابسه زيها بالظبط

أضافت بعدما لمحت دهشته واتساع عيونه: واسمها ميّ بردو

همهم بصوت بالكاد استطعت تفسير حروفه: وطلع مجرد تشابه؟

هزت رأسها: لا طلعت هي نفسها ميّ بنتنا

شحب وجهه كأن أحدهم سحب الأكسجين من الهواء المحيط به، وبعد أن أفاق من صدمته استفسر عن القصة كاملة وكيف حدث ذلك .. أخبرته بما روته لها سمية وأحمد قبلاً بالإضافة إلى شكوكها واكتشافها الحقيقة.

تمتم أخيراً: عايز أشوفها

نهضت في صمت وغابت دقيقة عادت بعدها وفي يدها كف طفلة لطالما أشتاق لمرأها تكبر أمام عينه.

ضمها في شوق وظل يبثها لوعته وحبه دقائق بينما هي متسمرة بين ذراعيه لا تبادله أياً من عواطفه لكنه لم يأبه لذلك يكفيه أنها بين ذراعيه من جديد.

طفرت الدموع من عيون حنان وحمدت الله أن قلبها لم يطاوعها على إخفاء الحقيقة عنه وإلا لكانت تتلوى الآن على جمر من ندم.

***

طلبت نجلاء من زوجها أن يعرجا في أقرب فرصة على تلك السيدة الطيبة سحر، فقد استبد بها القلق عندما علمت من الممرضة أنه قد مرت عليها الجلسة الماضية دون أن تحضر.

وافق فادي على تحقيق رغبتها، توجهت إلى الممرضة من جديد تطلب منها عنوان سحر لأنها تحاول الإتصال بها لكن الهاتف مغلق وليس لديها طريقة أخرى لتحصل على العنوان، رفضت الممرضة أن تعطيها أي معلومات فهي مريضة وتلك من خصوصيات المرضى، لكن بعد إلحاح أخبرتها أن الطبيب سمح بذلك فستعطيها إياه عن طيبة خاطر.

ابتهجت وقررت أن تطلب من الطبيب وتلح عليه فهي بالفعل تشعر بالقلق على سحر، ولن تنكر لها جميلها وما فعلته منها بفطرتها السليمة.

رزقت الحلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن