فتح باب منزل والديه ودلف إلى الداخل حيث حياه تلحق به في صمت استمر طويلاً، حالما رأته والدته أغلقت مصحفها وركضت تضمه باكية .. كأنه القشة الأخيرة التي فجرت آبار دموعها المكبوتة.ضحك حمزه مشدداً أحضانه حولها: أنا كنت مسافر أه بس مش للدرجة دي يا ماما .. المفروض إنك متعودة على سفري دا
تقدم منهما والده موضحاً: ما هو مش عشانك أنت خصوصاً بس هي جت فيك
ربت على كتف زوجته: اهدي يا سمية مش كدا .. هتقلقي الولاد عليكي
جملته الأخيرة أضافها عندما لاحظ نظرت الخوف والتوتر في عيون حمزه وحياه، اقتربت حياه من حماتها تدعمها: مالك بس يا ماما سمية .. إيه اللي مزعلك ؟
أجهشت سمية في البكاء أكثر وأكثر مما جعل حمزه يبدأ في فقدان السيطرة على أعصابه، اقترب منها وأمسكها بقوة سائلاً بقسوة ونبرة لا تقبل إلا إجابة شافية: إيه اللي جرا؟
أخفت والدته وجهها خلف كفيها: نجلاء يا حمزة .. نجلاء
قست قبضته أكثر متمتماً من بين أضراسه: مالها ؟؟
-عندها الكانسر يا حمزه .. أختك جالها المرض الوحش
لم يستوعب ما قالته والدتها قبل هنية .. أدار رأسه ينظر إلى والده علَّه ينفي قول أمه لكنه بالعكس تماماً أكده والحزن مستقر بقاع حدقتيه .. دخل في دوامة من الأفكار والتخيلات .. تخيل حالة أخته الآن ونفسيتها .. لقد كانت تقيم الدنيا ولا تقعدها عند إصابتها بشكة دبوس أثناء إرتدائها الحجاب فما بال رد فعلها الآن ؟؟
لم يفق إلا عندما تجاوزته حياه مسرعة لتلحق جسد الأم المتهالك، أمسك أحمد زوجته فزعاً من مرأى زوجته تفقد وعيها، عادت سرعة البديهة إلى حمزه فأخذ مكان زوجته صارخاً فيها بقوة: روحي اطلبي الدكتور بسرعة
أضاف عند رؤيته لمي مي تحاول الإختباء خلف الجدار باكية: وخدي مي مي على أوضتها
جرت حياه تخرج الهاتف من حقيبتها ثم حملت مي مي على ذراعها الأخر متجهة إلى غرفتها، طلبت من الطبيب أن يسرع بالقدوم شارحة الوضع بإختصار.
أنهت المكالمة بتوتر لتجد مي مي منكمشة في أحد الأركان باكية بحرقة، ركعت إلى جوارها تجذبها إليها حتى تستكين بين ضلوعها: هي كويسة ما تخافيش، تعبت شوية بس والدكتور ف الطريق هيديها حاجه تخليها أحسن
تعلقت بها الطفلة: هي على طول بتعيط من ساعة ما سافرتوا .. ما تسفروش تاني يا حياه لا إنتي ولا أبيه حمزه عشان ما تزعلش تاني
ارتسمت إبتسامة مرغمة على ثغر حياه كرد فعل على براءة الصغيرة وملائكيتها، شددت ضمها إليها: ما تخافيش هي هتبقى كويسه وإحنا مش هنروح ف حته
ارتفع رنين الجرس أسرعت حياه تفتحه لكن حمزه كان قد سبقها مُستقبلاً الطبيب ثم وجهه إلى الغرفة التي ترقد بها والدته غائبة عن الوعي، أصطحبت حياه الطفلة معها إلى المطبخ تُعد عصير الليمون لها وللبقية بينما عقلها منشغل في التساءل عما وصلت إليه حالة نجلاء الآن كذلك الدعاء لوالدة حمزه بالشفاء والصبر على هذا البلاء.
أنت تقرأ
رزقت الحلال
Romance👈للكاتبة: سارة محمد سيف👉 👈إلى كل من رأى أن خطأه لا يغتفر😢 😧وأنه ما عاد هناك طريق للعودة😥 ✔فلتعلم .. 🚪أن أبواب التوبة دائماً مفتوحة على مصرعيها 🕛لا تقفل ساعة أو تستريح حيناً💤 💡فإذا أدركت خطأك وأين مربطه .. 💪قاومه .. عالج داءك بيدك وقوتك ال...