منذ يومين وهي لا تتحرك من غرفتها، لا تتحدث إلى أحد، فقط تأكل بضعة لقيمات بعد إلحاح شديد من جدتها التي في بعض الأحيان توشك على البكاء إليها متوسلة.أخبرها بدر أنها أصيبت بصدمة نفسية شديدة سببت لها تلك الحالة وأنها سمعت ما لم يكن هيناً بالمرة، كانت الشكوك كلها تدور حول خليل الذي روى لها ما طلبته منه حنان ونتيجته، لم يكن به شئ يفعل بها ذلك .. إلا معرفة سبب ذلك السؤال وبعد مرور تلك الأعوام.
فكرت حنان في أن تكون مي مي هي ابنتها .. دائماً ما كانت تناديها بذلك وخليل أيضاً، لقد أنبتها جدتها وحذرتها أنها ستعاني بشدة عندما تدخل ميّ الحضانة فيصعب عليها حين ذاك أن تعلمها اسمها الحقيقي وليس اسم الدلال الذي تدعوها به، لكنها لم تهتم فهي تريد أن تدلل طفلتها إلى أقصى درجة.
أخذت حنان قرارها، ستنتظر عودة حياه وتحاول معرفة قصة مي مي فرغم تأكدها أن القلادة ليس لها شقيقة إلا أن حياة طفلة أكبر من هكذا دليل .. ستكتفي برؤية مي مي في المدرسة حتى إشعار أخر.
***
أصر فادي عليها بضرورة إخبار والديها، فهي ابنتهما في النهاية ومن حقهما معرفة أمر يمس حياتها.
رافقها هذه المرة إلى الجلسة، صدمها رؤية السيدة التي كانت تسكن في اليمن، لقد كانت سعيدة في أخر مرة مهللة بقرب شفاءها، لقد أخبرها الطبيب أن تقوم ببعض التحاليل ليتأكد من اختفاء المرض تماماً من رئتها .. إنها تدخل الآن على كرسي متحرك والتعب قد نال من ملامحها، اندفعت إليها متسائلة عما بها ..
ابتسمت المرأة: فجأة ما بقتش قادرة أقف على رجلي وبقيت مش قادرة أتوازن ..
أضافت بهدوء شديد: المرض اتنقل للنخاع الشوكي .. حكم عليا أقعد ف الكرسي دا
اهتزت شفتي نجلاء بشدة ولمعت الدموع في عينيها، قلبها تمزق إرباً لما حدث مع هذه المرأة الطيبة، لما يحدث ذلك معهم.
لم تدري أنها نطقت ذلك بصوت عالِ حتى سمعت إجابة المرأة وهي تبتسم: ما هو يا بنتي لو كل واحد قال إشمعنه أنا .. ماحدش فينا هيعيا ولا يحصله حاجه .. أكيد ربنا له حكمة ف كدا .. لو ما عرفتهاش دلوقتي .. مسيري هأعرفها .. سواء هنا في الدنيا ..
أشارت بسبابتها إلى الأعلى مضيفة: أو حتى ف الأخرة
فكرت نجلاء في كلامها، لم تتحدث مع زوجها طوال الطريق وحتى عندما وصلوا إلى بيتهم كذلك، تفهم هو سبب انشغال أفكارها وتركها لحالها فهي يجب أن تتقبل ابتلاء الله –عز وجل- مهما كان صعباً عليها تقبله.
وقفت في الشرفة كعادتها حينما يسحبها التفكير، لقد قالت المرأة أن هناك حكمة إلهيه فيما يحدث .. ليس في مرضها فحسب لكن في كل الأمور التي تحدث لها حتى أتفه الأشياء من وجهة نظرها .. لقد ظنت أن حرمانها من الإنجاب هو نقمة لكن تراه الآن نعمة .. في حالتها هذه بالكاد تهتم بنفسها فكيف إن كان لها طفل يتطلب المتابعة الدائمة في كل لحظة.
أنت تقرأ
رزقت الحلال
Romance👈للكاتبة: سارة محمد سيف👉 👈إلى كل من رأى أن خطأه لا يغتفر😢 😧وأنه ما عاد هناك طريق للعودة😥 ✔فلتعلم .. 🚪أن أبواب التوبة دائماً مفتوحة على مصرعيها 🕛لا تقفل ساعة أو تستريح حيناً💤 💡فإذا أدركت خطأك وأين مربطه .. 💪قاومه .. عالج داءك بيدك وقوتك ال...