رزقت الحلال {الحلقة 33}

8.2K 310 2
                                    


طرقات واضحة على الباب أيقظته من نعاسه، نظر حوله يتأكد من المكان الذي يرقد فيه فتذكر أنه مازال في سوهاج ضيفاً في بيت عائلة حياه، بحث عنها بعينيه في أرجاء الغرفة فوجدها تسجد بأحد الأركان وكان ضوء النهار ما زال مستتراً خلف ظلال الليل.

فتح الباب متخللاً خصلات شعره بأصابعه، تعجب لمرأى فاروق في تلك الساعة، سأله بإهتمام: في حاجه يا عمي ؟؟

تبسم فاروق: صلاة الفجر يا ابني .. أتوضى وأنزل هأستناك أنا ومحمود وأنس تحت ما تتأخرش

ألقى كلماته تلك وأختفى فوراً، عاد حمزه إلى الداخل من ثم توجه إلى الحمام، سلمت حياه من صلاتها وابتسمت بفرحة.

***

انطلق حمزه يحث خطواته على الإسراع ليلحق بمحمود، نادى عليه فتوقف الأخر مستغرباً.

بادره حمزه مازحاً: إيه ياعم .. مركب في رجلك عربيات سباق

لوى شفتيه بملل وهم بالمغادرة لكن كلمات حمزه اللاحقة أوقفته: استنى أنا جاي معاك

سأله ببلاهة: جاي معايا فين ؟؟

-مكان ما هتروح .. أنا أصلي مش واخد على قاعدة البيت دي .. هأجي معاك ولو أقدر أساعدك ف حاجه مش هاتأخر

رأى محمود في ذلك العرض فرصة لا تعوض، سينفرد بحمزه لمدة ويستكشف نواياه؛ فهو رغم غضبه على شقيقته المستمر حتى الآن إلا أن أمرها يخصه مهما كانت الخلافات بينهما، هكذا عوده والده ورباه .. فحتى وإن كان الإختلاف بينه وبين أشقائه كالمسافة بين السماء والأرض يجب ألا يمنعه ذلك عن الدفاع عنهم والقلق على مصلحتهم.

قام حمزه بجولة في أرجاء الأراضي يرى المزروعات والفلاحين يعملون في الأرض، أخبره محمود أن هذه الأرض شراكة بينهم وبين عائلة عبدالرحيم التي تقطن على الطرف الأخر من البلده.

-عم عبد الرحيم دا صاحب أبويا أوي .. درسوا سوا ف القاهرة وقعدوا هناك من ثانوي كمان .. والإتنين درسوا في نفس الكلية .. كلية تجارة .. بس تفكيرهم لما رجعوا ما عجبش باقي الناس هنا .. عشان كانوا بيتمردوا على أغلب العادات .. كفاية أنه أبويا اتجوز أمي –الله يرحمها- ودي كانت زميلته وهي اللي شجعته يكمل وياخد الماجيستير .. وبعدها لما هو بعت حياه وزهرة يتعلموا في القاهرة وكمان عم عبدالرحيم بعت بنته سلمى صاحبة حياه تتعلم هناك بردو .. بس حياه وسلمى قعدوا عند عمة سلمى اللي عايشة في القاهرة لكن زهرة كانت من سكان مدينة الطالبات

-أه .. هو تفكير البنت مالهاش غير بيت جوزها دا لسه موجود ؟؟

-مافيش حاجه بتنقرض نهائي خصوصاً الحاجات اللي الأهل بيورثوها لولادهم كأنها حاجات مسلم بيها واللي يخرج عنها زي اللي يكفر بالظبط .. فيه ناس كتير فعلاً قررت تتغير وتعترض على العادات دي بعد ما شافوا زهرة وسلمى وحياه .. رغم أنهم اتعلموا في القاهرة إلا أنهم زي ما هما بس ...

رزقت الحلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن