رزقت الحلال {الحلقة 48}

7.6K 314 4
                                    


وقف حمزه وسيماً ببذلته السوداء وربطة عنق أشد سواداً يستقبل المدعوين بإبتسامة سعيدة مرحبة، يقف إلى جواره صديقه وأشقة زوجته كل واحد فيهم يرتدي نفس شكل رابطة عنق العريس لكن بإختلاف الألوان ففادي يرتديها باللون الأخضر الفاتح .. مُسعد باللون السماوي .. أنس باللون الأحمر القاني .. عصام باللون الرمادي وأخيراً محمود نفس لون شقيقه عصام ولكن أشد حلكة.

لم تخلو التهنئات من التعليقات على الدعوات وما ورد فيها، منهم من أخذها بمزاح والبعض لامه على ما ورد فيها لكنه لم يهتم يكفيه فرحة حياه بفعلتها وفرحته هو بها .. فهي كل يوم تثبت له عن سابقه أنها نعم الزوجة ونعم رفيقة الدرب.

أخيراً أتت اللحظة التي وقف فيها حمزه أسفل درجات السلم داخل المنزل والناس تصطف على الجانبين فيما هو يراقب محبوبته تهبط الدرجات رويداً رويداً متأبطة ذراع والدها الفخور بها أشد الفخر .. على ضربات الدفوف وإنشاد المُنشد ومن معه.

كانت تخطو بهدوء وقد أحاطها قماش ثوبها الأبيض شديد الإتساع بأكمامه التي تتسع حتى تضيق عند معصمها على شكل إسوار مرصع باللآلئ والخرز، ينسدل فوق وجهها قماشة من القماش الشفاف والمطرزة في رقة بنفس تصميم المعصم .. ترى عبرها خطواتها المتمهلة.

وصلت لأخر سلمة حيث سلمها والدها إلى زوجها والدموع تكاد تطفر من عيونه، يوصيه بها ويشدد عليه أن يحرص عليها كما شدد عليها تحمل زوجها في كل أحواله وإمتصاص غضبه فهي أصبحت معلقة برقبته إلى يوم الدين.

انتقلت ذراعها لتتأبط ذراع زوجها بعد أن رفع الحجاب ليكشف عن وجه بالكاد لمسته مساحيق التجميل فقد اكتفت بالكثير من المسكات والأقنعة حتى تعطي وجهها بريقاً أفضل من ألف لمسة مكياچ .. وقد لفت الحجاب بطريقة تقليدية ليس بها تعقيد واكتفت بتاج صغير أحتل مقدمة رأسها مثبتاً جمالها الملائكي.

لثم جبينها وهمس في أذنها بصوت أبح: أخيراً جات اللحظة دي يا مدامتي ؟؟

اكتفت بإبتسامة خجلى وسار معاً في إتجاه منصتهما .. حيث جلسا يستقبلان التهاني والدعوات الطيبة بالخير ودوام السعادة والحب بينهما، مرت عينيها على جميع الحاضرين حتى تتأكدت مما بغت فاتسعت إبتسامتها معلنة شدة سعادتها.

دنى منها حمزه وهمس إليها بخبث: إيه؟ .. بتتأكدي من الدعوة وإنها عملت مفعولها ولا إيه؟

أخفت وجهها في حضن فاطمة والدة سلمى التي جاءت تبارك لها وتخبرها بإقتراب وصول صديقتها وتتأسف نيابة عنها عن التأخير.

تقبلت حياه ذلك ببشاشة فيكفيها أن ترى صديقتها في النهاية مهما طال غيابها، بعدما انسحبت فاطمة عاد حمزه يهمس لها بما ورد في الدعوة فقد ظل يقرأها طوال الليل حتى غلبه النعاس والإبتسامة لا تغادر شفتيه:

رزقت الحلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن