كانت تغط في النوم على ساق جدتها التي تتابع أخبار المساء قبل اتجاهها إلى فراشها لكن أفزعها صوت جرس الهاتف الذي دق فجأة كأنه يعلن بسوء الخبر القادم من الجهة الأخرى واستعجاله كذلك.انتفضت حنان من نومها ثم اتجهت إليه تدعو الله أن يكون خيراً لكن دعوتها جاءت متأخرة .. أدركت ذلك عندما سمعت لهاث خليل على الطرف الأخر وقد فتك القلق والذعر ما تبقى من بقايا صوته.
سمعتها الجدة تتمتم بجملة وحيدة تضع بعدها السماعة: أطلب الدكتور وأنا مسافة السكة وجايه
استفسرت منها عن المتصل وإلى أين وعدت بالذهاب في تلك الساعة من الليل .. ترددت في إخبارها ولكن ليس هناك من مفر: خليل بنته تعبانه ومامتها مسافرة وهو مش عارف يعمل إيه
بغضب جامح: وإنتي مالك وماله ؟؟ .. حتى بعد ما سابك بردو مش سايبك في حالك !
-البنت مش ذنبها حاجه يا تيته، وبعدين هو لو عنده حد تاني يلجئ له ماكانش كلمني
عقدت ذراعيها وأدارت وجهها بعيداً: أنا مش عارفة هتفضلي عبيطة كدا لحد إمتى .. كل ما يشاورلك ولو حتى من بعيد تجري عليه وتقوليله شبيك لبيك
أمسكت حنان بكف جدتها متنهدة: ومن إمتى يا ستو يا حبيبتي إحنا لما يطلب مننا حد حاجه نرفض؟ .. إنتي ربتيني على كدا ؟
نزعت الجدة يدها: مهما تقولي أنا مش راضية عن مرواحك ومساعدتك ليه، وبعدين أم إيه دي اللي تسيب بنتها مع راجل وتأمنله حتى على كرسي الصالون .. جالها قلب تسافر كدا إزاي؟
تنهدت حنان: الله أعلم بظروفها ... هـــا .. أروح بقى يا تيته؟
أشفقت على حفيدتها الحنون ومع ذلك قالت: روحي يا حنان .. عشان عارفه إنك مش هتحلي عني غير لما أقولك كدا بس عايزه أعرفك حاجه ... أنا مش مرتاحه لمرواحك دا بس مش هأمنعك ف نفس الوقت .. عقلك في راسك تعرفي خلاصك
اتجهت الجدة إلى غرفتها بعد أن قفزت حنان مسرعة ترتدي ملابسها لتتجه إلى خليل تعينه على ما يمر به، كزت الجدة على شفتيها: أه لو أعرف العمل اللي عاملهولك راميه فين بس .. كنت حرقته هو وصاحبه بجركن جاز !
***
تأوهت وهي ترفع رأسها الساقطة على أحد كتفيها ثم تُعدل جلستها وتدلك رقبتها .. نظرت حولها وجدت خليل يتمدد على أريكة في أحد الأركان ويغط في نوم عميق، عادت بنظرها إلى الوجه الصغير الغاطس في نسيج الوسادة وعلى جبينه قطعة قماش مبلله .. أمسكت الصحن الموجود على الطاولة المجاورة للفراش وبدأت تعصر قطعة قماش أخرى وتستبدلها بالموضوعة على جبين هدى.
اتجهت إلى المطبخ تُعد الإفطار .. وضعته على صينية وعادت به إلى الغرفة .. أيقظت هدى بهدوء التي نهضت بصعوبة لا تكاد تفتح عينيها لتفتح فمها حتى .. بدأت تناولها لقيمات صغيرة من الطعام فقط لتعطيها القوة على المقاومة لأن الدواء لا يؤخذ على معدة خاوية.
أنت تقرأ
رزقت الحلال
Romance👈للكاتبة: سارة محمد سيف👉 👈إلى كل من رأى أن خطأه لا يغتفر😢 😧وأنه ما عاد هناك طريق للعودة😥 ✔فلتعلم .. 🚪أن أبواب التوبة دائماً مفتوحة على مصرعيها 🕛لا تقفل ساعة أو تستريح حيناً💤 💡فإذا أدركت خطأك وأين مربطه .. 💪قاومه .. عالج داءك بيدك وقوتك ال...