رزقت الحلال {الحلقة 10}

6.4K 243 4
                                    


ليس كل ما يهواه المرء يناله، تأكد لها هذا عندما أخبرها الطبيب بأنها ليست حاملاً، وأن العلاج لم يؤثر بها حتى الآن، جلست على مقعد في حديقة عامة ترى الأطفال يركضون هنا وهناك، لقد حرمها الله من نعمة الأمومة، لم يكن لها ذنبها ولكنها تخاف أن يحملها زوجها حملاً أكبر من قدراتها على الاحتمال.

هو الآن لا يعترض لا يلومها لكن في المستقبل عندما يبدأ التعب في التمكن من جسده والمرض يظهر على السطح وعمله يزداد اتساعاً، وقتها هل حقاً لن يتمنى أن يرزقه المولى تعالى بطفل حتى وإن كان من غيرها؟

عند هذه الخاطرة شعرت بالغيرة تنهش قلبها، لا يمكنها أن تتحمل امرأة أخرى في حياة زوجها، أن تلمسه ويلمسها، تقبله ويقبلها، يضحك لها وتبادله الضحك، إنه زوجها هي من حقها وحدها.

نهضت بتكاسل فيجب عليها العودة لتستعد لاستقبال زوجها، ستوليه المزيد من العناية حتى لا تدع له مجالاً للتفكير بالزواج من أخرى.

في خضم ظنوننا ننسى مشاعر غيرنا، أن ما نظن أنه سيعجبه في الحقيقة قد لا ينال رضاه، فاذا كان الحب عامراً بينهم يبدأ الكتمان والصبر في الظهور، ليتحولا في وقت لاحق إلى ضغط، ولكن لن يستمر الضغط والكبت طويلاً حتى يولدا الإنفجار لكن ليس كأي انفجار، إنه انفجار يتحول فيه الظالم إلى مظلوم والغالب إلى مغلوب.

***

مر أسبوع كامل على غياب شادي، كانت تفكر في عائلتها وما يحدث لهم الآن لكن ما الجدوى لقد ظنوا بها ما ظنوه فلا إختلاف الآن.

الشك تسرب إليها، شادي يتهرب من الزواج بها، لم تحب يوماً أن تحكم على الشخص بدون دليل، اتخذت قرارها ستتحدث إليه عندما يعود اليوم مساءاً فإذا لم يعد يرغب في الزواج منها فلترحل عنه.

نظرت في المرآة متعجبة، إنها لا تهتم إذا تزوجها أم لا، كيف ذلك وهي من المفترض أنها تحبه.

جلست على الأريكة الموجودة إلى جوار النافذة، لقد قرأت أن من يحب لا يستطيع العيش بعيداً عن حبيبه، كم من بطل وبطلة قاموا بالانتحار عندما فقدوا من يحبون، لماذا هي لا تشعر بأنها إذا ابتعدت عنه ستختنق أو كأن روحها ستقتلع من داخلها.

"يبدو أني لم أكن أحبه من الأساس، نعم .. لقد كان تحدياً لأن أبي رفض أي علاقة تربطني به وسجنني أخي في غرفتي يمنعني عن رؤيته، إذا تركا لي مطلق الحرية لكانت فسخت خطبتي لشادي الآن".

لقد اتفقت كل من حياه وسلمى على زواج الحب، ليس زواجاً تقليدياً كما حدث للعديد من صديقاتهم، حققت سلمى ذلك بغض البصر عن طريقته وزواجه الأخر.

يجب أن تحادثه بجدية، ستخبره حقيقة مشاعرها، لم تعد ترغب في الزواج منه، فليعيدها إلى عائلتها أو يسمح لها بالرحيل .. هم بالنهاية أهلها سيغضبون منها في البداية لكن سيسامحونها بالأخير.

رزقت الحلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن