للشريف الرضيّ ابن كان يتتبّع الساقي الذي يحمل الماء إلىٰ منزله، فيأتي من خلفه ويغرز إبرة في سقائه؛ فيتسبّب في سيلان الماء منه علىٰ السلم وأرض القاعة مما يسبب بانزلاق أقدام المشاة، فإذا رأى ذلك الشريف قال للساقي: ويحكَ هلَّا استبدلت بسقائك هذا المخرّق سقاءً جديداً، ونحن نُعطيك ثمنه؟
فقال: يا مولاي، إنّه جديد، ولكنّ صبيّاً لكم إذا دخلت عليكم يتبعني ويغرز إبرة فيه هنا وهناك.
فذهب الشريف الرضيّ لأمِّ الصبيّ وقال: هل أصبت طعاماً حراماً لما كنتِ حاملاً به؟
فتفكّرت ثمّ قالت: نعم، طلبنا رمّاناً من البستانيّ فلان لنشتريه منه، فاستنزفنا ماءه بغرز الإبر فيه، ثمّ أعدناه إلىٰ صاحبه بأنّه غير جيّد.
قال: وأين الإبرة التي استنزفت بها ماء الرمّان؟
فبحثت عنها، وإذا هي الإبرة التي كان ابنها يُخرِّق السِّقاء بها.
فدفع الشريف الثمن للبستانيّ؛ فارتدع الصبيّ عن ذلك.