وحجّ ذات سنة الإمام الحسن (عليه السلام) والإمام الحسين (عليه السلام)، وعبد الله بن جعفر، ففاتتهم أثقالهم فجاعوا وعطشوا، فرأوا عجوزاً في خباء فاستسقوها فقالت: هذه الشويهة، احلبوها واستطعموها، فذبحت لهم شاتها وشوتها، فلما طعموا قالوا لها: نحن نفر من قريش، نريد هذا الوجه، فإذا عدنا فَمُرِّي بنا، فإنا صانعون بك خيراً. ثم مضت بها الأيام وأضرت بها الحال، فرحلت حتى وصلت المدينة المنورة. فرآها الحسن (عليه السلام)، فعرفها فقال لها: أتعرفينني؟. قالت: لا. قال: أنا ضيفك يوم كذا وكذا. فأمر لها بألف شاة وألف دينار، وبعث بها إلىٰ الحسين (عليه السلام)، فأعطاها مثل ذلك ثم بعثها إلىٰ عبد الله بن جعفر، فأعطاها مثل ذلك.