تنازع رجلان، هذا أموي يقول: قومي أسمح، وهذا هاشمي يقول: بل قومي أسمح، فقال أحدهما: فاسألْ أنت عشرة من قومك، وأنا أسأل عشرة من قومي، يريد أن يسأل كلٌّ عطاء عشرة من قومه، فينظروا أيّ القومين أسخى وأسمح يداً. ثم إذا عرفوا ذلك أرجع كلّ منهما الأموال إلىٰ أهلها، كلّ ذلك شريطة أن لا يخبرا من يسألاه بالأمر.
فانطلق صاحب بني أمية فسأل عشرة من قومه فأعطاه كلّ واحد منهم ألف درهم. وانطلق صاحب بني هاشم إلىٰ الحسن بن علي فأمر له بمئة وخمسين ألف درهم، ثم أتى الحسين فقال: هل بدأت بأحد قبلي؟ قال: بدأت بالحسن، قال: ما كنت أستطيع أن أزيد علىٰ سيدي شيئاً، فأعطاه مئة وخمسين ألفاً من الدراهم، فجاء صاحب بني أمية يحمل عشرة آلاف درهم من عشرة أنفس وجاء صاحب بني هاشم يحمل ثلاث مئة ألف درهم من نفسَين، فغضب صاحب بني أمية، حيث رأى فشله في مبادراته القبلية.
فردّ الأول حسب الشرط ما كان قد أخذه من بني أمية فقبلوه فَرحِين، وجاء صاحب بني هاشم الحسن والحسين يردّ عليهما أموالهما فأبيا أن يقبلاهما قائلين: ما نبالي أخذتها أم ألقيتها في الطريق.