جاء عبد السلام عارف رئيس الجمهورية العراقية الذي قفز إلىٰ الرئاسة عبر انقلاب عسكري إلىٰ كربلاء المقدّسة، وكان من عزمه أن يلتقي بالمرجع السيّد محسن الحكيم (قدس سره)، لكن السيد أبى استقباله، وعلّق ذلك علىٰ استجابته لشرط واحد وهو: أن يعلن في بيان رسمي عبر الإذاعة - وقبل حصول اللّقاء - عن إلغاء كل القوانين المخالفة للإسلام مثل قانون الأحوال الشخصيّة، وقوانين الاشتراكية، وقانون التأميم وما أشبه ذلك.
لكن الرئيس المغرور، الذي جاء إلىٰ الرئاسة علىٰ عجلة الدبابات، وزئير قاذفات الصواريخ، ولهيب نيران الرصاص، وبانقلاب عسكري، بلا موازين صحيحة، ولا مقاييس دولية معترف بها، كان أبعد من أن يعرف مقادير الرجال، ومن أن يضع الأمور في مواضعها، ولذلك بقي وهو يصرّ علىٰ عدم الإجابة، وحرم نفسه من الالتقاء بالسيّد وكان ذلك قبل احتراقه في الطائرة بما يقارب الشهر، كما لم يجتمع به أحد من علماء كربلاء المقدّسة مع أنهم كانوا قد دعوا للالتقاء به في روضة الإمام الحسين (عليه السلام) المباركة، وكان لهذا الرفض المجمع عليه من قبل العلماء الأثر الكبير في ابتعاد الناس عنه.