وفد أعرابي علىٰ رسول الله صلّى الله عليه وآله يطلب منه شيئاً، فأعطاه النبي صلّى الله عليه وآله وقال له: أحسنت إليك؟
قال الأعرابي: لا، ولا أجملت.
وذلك في مجلس النبي صلّى الله عليه وآله وبمحضر من أصحابه المهاجرين والأنصار، فغضب المسلمون، وشق عليهم تحمل هذه القسوة من الأعرابي، فقام إليه بعض الصحابة ليوبخه ويؤنبه.
فأشار النبي صلّى الله عليه وآله إليهم: أن كفوا.
ثم قام صلّى الله عليه وآله ودخل منزله وأرسل إليه وزاده، ثم قال صلّى الله عليه وآله له: أأحسنت إليك؟
قال الأعرابي: نعم، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً، فودع الأعرابي وخرج.
ثم توجه النبي صلّى الله عليه وآله إلىٰ أصحابه قائلاً: «مثلي ومثل هذا، مثل رجل له ناقة شردت عليه، فاتبعها الناس، فلم يزدها إلا نفوراً، فناداهم صاحبها: خلوا بيني وبين ناقتي فإني أرفق بها منكم وأعلم. فتوجه إليها ووقف بين يديها، فأخذ لها من قمام الأرض، فردها حتى جاءت واستناخت، وشد رجلها واستوى عليها. وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار».