روي عن أبي ذر الغفاري أنه قال: دخلت علىٰ رسول الله صلّى الله عليه وآله في مرضه الذي توفي فيه فقال: يا أبا ذر ائتني بابنتي فاطمة.
قال: فقمت ودخلت عليها وقلت: يا سيدة النسوان أجيبي أباك.
قال: فلبست جلبابها وخرجت حتَّى دخلت علىٰ رسول الله صلّى الله عليه وآله، فلما رأت رسول الله صلّى الله عليه وآله انكبَّت عليه وبكت وبكى رسول الله صلّى الله عليه وآله لبكائها، وضمَّها إليه.
ثُمَّ قال: يا فاطمة لا تبكي فداك أبوك، فأنت أول من تلحقين بي مظلومة مغصوبة، وسوف تظهر بعدي حسيكة النفاق ويسمل جلباب الدين وأنت أول من يردُ عليَّ الحوض.
قالت: يا أبت أين ألقاك؟
قال: تلقينني عند الحوض وأنا أسقي شيعتك ومحبيك، وأطرد أعداءك ومبغضيك.
قالت: يا رسول الله فإن لم ألقك عند الحوض؟
قال: تلقينني عند الميزان.
قالت: يا أبت وإن لم ألقك عند الميزان؟
قال: تلقينني عند الصراط وأنا أقول: [يا رب] سلم سلم شيعة عليّ.
قال أبو ذر: فسكن قلبها ثُمَّ التفت إليَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال: يا أبا ذر إنها بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني، ألا إنها سيدة نساء العالمين، وبعلها سيد الوصيين وابنيها الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وإنهما إمامان إن قاما أو قعدا، وأبوهما خير منهما، وسوف يخرج من صلب الحسين (عليه السلام) تسعة من الأئمة (عليهم السلام) معصومون قوامون بالقسط، ومنا مهديُّ هذه الأمة.
قال: فقلت: يا رسول الله فكم الأئمة بعدك؟
قال: عدد نقباء بني إسرائيل . (10)ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10- كفاية الأثر، القمي، ص 38