دخلت فاطمة (عليها السلام) علىٰ رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو في سكرات الموت فانكبَّت عليه تبكي، ففتح عينه وأفاق ثُمَّ قال صلّى الله عليه وآله: يا بنيَّة أنت المظلومة بعدي وأنت المستضعفة بعدي، فمن آذاكِ فقد آذاني، ومن غاظكِ فقد غاظني، ومن سرَّكِ فقد سرَّني، ومن برَّكِ فقد برَّني، ومن جفاكِ فقد جفاني، ومن وصلكِ فقد وصلني، ومن قطعكِ فقد قطعني، ومن أنصفكِ فقد أنصفني، ومن ظلمكِ فقد ظلمني، لأنكِ مني وأنا منكِ، وأنتِ بضعة مني، وروحي التي بين جنبيَّ، ثُمَّ قال صلّى الله عليه وآله: إلىٰ الله أشكو ظالميك من أمتي. ثُمَّ دخل الحسن والحسين (عليهما السلام) فانكبّا علىٰ رسول الله صلّى الله عليه وآله وهما يبكيان ويقولان: أنفسنا لنفسك الفداء يا رسول الله. فذهب علي (عليه السلام) لينحيهما عنه. فرفع رأسه إليه، ثُمَّ قال: يا علي دعهما يشماني وأشمهما ويتزودان مني وأتزود منهما، فإنهما مقتولان بعدي ظلماً وعدواناً، فلعنة الله علىٰ من يقتلهما. ثُمَّ قال صلّى الله عليه وآله: يا علي وأنت المظلوم المقتول بعدي، وأنا خصم لمن أنت خصمه يوم القيامة