عن المهلبي الوزير قال: ركبت في سفينة من البصرة قبل الوزارة مع جماعة إلىٰ بغداد، وكان في السفينة رجل مزاح ظريف، وأهل السفينة يمازحونه...
ومن جملة مزاحهم أنهم وضعوا في رجله حديداً ساعة، ثم لما فرغوا من مزاحهم أرادوا فك ذلك الحديد من رجله فضاع المفتاح، وكلما عالجوا فكه لم يقدروا عليه.
فبقي في رجله إلىٰ بغداد، فأتوا بحداد يحل الحديد، فلما رآه ظنه سارقاً وقال: حتى يحضر العسس.
فمضوا إلىٰ العسس وأخبروه، فأتى إلىٰ ذلك الرجل مع جماعة فنظر إليه بعضهم وقال: أنت فلان، قتلت أخي بالبصرة وانهزمت وأنا في طلبك.
فأخرج ورقة فيها مهور أعيان البصرة، وأحضر عدلين علىٰ ما ادعاه، فسلموه إليه فقتله قصاصاً.