قيل: إن علّامة دهره، ونابغة عصره الشيخ البهائي (قدس سره) جاء بصحبة الملك الصفوي إلىٰ النجف الأشرف، واتّفق أن اجتمع بالمقدّس الأردبيلي (قدس سره) وجرى بينهما بحث علمي بحضور من الملك، وبعد نقاش طويل أخيراً كان الغلب ظاهراً للشيخ البهائي (قدس سره).
ولما انفضّ المجلس وأراد العلمان الافتراق، أخذ المقدّس الأردبيلي بيد الشيخ البهائي وانتحى به ناحية البيت، وأورد علىٰ مطالبه بما بيّن له خطأه وسقم نظره، وذلك بكلّ قوّة ومتانة.
عندها قال له الشيخ البهائي: فلماذا لم تبيّن هذه المطالب والإيرادات في المجلس وبحضور الملك؟
قال المقدّس الأردبيلي: لأنّك شيخ الإسلام في إيران وينظر إليك الملك نظر إكبار وعظمة، فإذا غلبتك أمامه، سقطت من عين الملك وذهب بهاؤك عنده، أمّا إذا غلبتني فإنّ ذلك موجب لعظمتك في عين الملك أكثر من ذي قبل، ممّا ينتهي بالآخرة إلىٰ عزّة العلم وأهله وإجلال العلماء وإكرامهم، بينما لم يكن عليّ بأس، أن أُغلب أمامه، فإنما أنا طالب من طلّاب النجف الأشرف، ورفعة مقامي العلمي وضعته لا تنتجان أمراً، ولذا لم أبيّن ما يرد علىٰ كلامك أمام الملك وإنّما بيّنت لك الآن المطلب لإظهار الحقّ.
نعم هكذا نفوس طيّبة وقلوب طاهرة تتأهّل لنصرة الإسلام ونشر التشيّع المذهب الحقّ، وتتشرف بزيارة الإمام المهدي(عجّل الله تعالى فرَجَه الشريف) ولقائه.