روت صفية بنت عبد المطلب (2) قالت: لما كانت غزوة الخندق ذهب الرجال إلىٰ جبهة القتال، وبقينا نحن النساء والأطفال في قلعة فارغ، ولم يكن بيننا من الرجال غير حسان بن ثابت (3).
وفي أحد الأيام رأيت رجلاً يهودياً يضرب علىٰ الطبل في أطراف القلعة، فقلت لحسان: ألم تر هذا اليهودي يضرب علىٰ الطبل لعله يكون عيناً من عيون اليهود جاء ليستعلم حالنا وما نحن فيه ليخبر به اليهود، فاذهب إليه واقتله.
فقال لها حسان: عافاك الله يا بنت عبد المطلب، ألم تعلمي أنني لست من أهل الشجاعة؟.
قالت صفية: فلما يئست منه، شددت معصمي وأخذت عموداً وذهبت إلىٰ اليهودي فقتلته، فلما رجعت إلىٰ القلعة قلت لحسان: انزل واخلع ثيابه لأنه رجل وإني امرأة، فلم أنزع ثيابه.
قال حسان: يا بنت عبد المطلب لا حاجة لي بثيابه.ـــــــــــــــــــــــــ
2- صفية بنت عبد المطلب: عمة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وأم الزبير بن العوام، عمرت طويلاً، وتوفيت سنة (20هـ)، ودفنت في البقيع.
3- حسان بن ثابت الأنصاري: كان شاعر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عمّر ستين عاماً في الجاهلية، ومثلها في الإسلام، توفي سنة 52 هـ أيام إمارة معاوية.