الشفاء بغبار الزوار

201 27 3
                                    

كنتُ في مدينة السماوة بالعراق وبعد الانتهاء من المجلس الحسيني كانت وجبة العشاء في بيت الحاج زهير المعروف بالحاج زهير أبو الألمينيوم وبعد الاستقرار في داره حدثني بهذه الحادثة:
من المعروف أن أهالي المحافظات الجنوبية بالعراق يتوجهون إلىٰ زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) مشياً علىٰ الأقدام في أيام الأربعين، ونحن أهل السماوة نخرج إلىٰ الشارع العام نخدم الزوار، وعند الغروب نجلب هؤلاء الزوار إلىٰ بيوتنا للاستراحة، وفي إحدى الليالي ذهبت إلىٰ الشارع قبل الغروب أنتظر الزوار، فجاءني بعض المشاة واصطحبتهم إلىٰ منزلي، وبعد أن استقروا في البيت قال لي أحدهم: حج عندك حاجة ندعو الله لقضائها؟ فكرتُ في نفسي فتذكرتُ ابنتي المتزوجة وقد أنجبت ولدين ثم توقف الإنجاب عندها، ولما راجعت الطبيب أخبرها أن لديها تشوهاً في الرحم ومن المستحيل أن تحمل مرة أخرى وهذا ما يقوله الطب الحديث، فطلبتُ من ضيوفي الزوار أن يدعوا لشفاء ابنتي فدعوا لشفائها وعليهم غبار الطريق، ثم جلبتُ لهم ثياباً نظيفة وطلبت منهم أن يعطوني ملابسهم حتى نغسلها وبعد تنظيفها نعيدها إليهم ليلبسوها في الصباح الباكر مع انطلاقهم إلىٰ كربلاء، فاتصلتُ بابنتي وطلبتُ منها المجيء إلىٰ بيتنا، فجاءت ابنتي وقلتُ لها: اغسلي هذه الملابس في وعاء الغسيل، وبعد الانتهاء اسكبي الماء الذي فيه تراب زوار الإمام الحسين (عليه السلام) علىٰ رأسك وإن شاء الله تنالين الشفاء ببركة زوار الإمام (عليه السلام)، وهكذا صنعت ابنتي، وبعد ثلاثة أشهر أخبرتني ابنتي أنها حامل وأنها شفيت من مرضها... إنها كرامة زوار الإمام الحسين (عليه السلام)... فإذا كان غبار الزوار يشفي العليل فكيف بتربة الإمام الحسين (عليه السلام) فهي بصورة أولى تشفي من الأمراض الجسدية والروحية... سلام الله عليك سيدي أبا عبد الله الحسين ورحمة الله وبركاته...

 

قصص اخترتها لكمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن