يقال: إنه جلس المنصور العباسي يوماً في إحدى غرف قصره، فرأى رجلاً ملهوفاً يدور في الطرقات.
فأُتي به فأخبره: أنه خرج في تجارة وأفاد مالاً كثيراً، ولما رجع أعطاه زوجته، فذكرت أن المال سرق من المنزل ولم ير أثراً.
فقال له المنصور: منذ كم تزوجتها؟
قال: منذ سنة.
قال: تزوجتها بكراً أم ثيباً؟
قال: بل ثيباً لكنها شابة، فدعا المنصور بقارورة طيب وقال: تطيب بهذا يذهب همك، فأخذها إلىٰ أهله. وقال المنصور لجماعة من ثقاته: اقعدوا علىٰ أبواب المدينة فمن شممتم منه رائحة هذا الطيب آتوني به. ومضى الرجل بالطيب إلىٰ أهله، فأعجب المرأة ذلك الطيب، وبعثته إلىٰ رجل كانت تحبه وهو الذي دفعت إليه المال، فتطيب به ومرّ مجتازاً ببعض الأبواب ففاحت منه روائح الطيب، فأخذوه إلىٰ المنصور فقال: من أين استفدت هذا الطيب؟ ثم هدده فأقرّ بالمال وأحضره بعينه، فدعا صاحب المال وحكى له القصة، وأمر بطلاق امرأته.