نقل عن السيد الفاضل الأمير فضل الله ابن السيد محمد الأسترآبادي من أجلّاء تلامذة المقدس الأردبيلي أنه قال: كانت لي حجرة في المدرسة المحيطة بالقبة الشريفة يعني بذلك حجرات الصحن المطهر، فاتفق أني فرغت من مطالعتي في ظلمة من الليل، فخرجت من الحجرة أنظر في ساحة الحضرة، فرأيت رجلاً مقبلاً إليها.
فقلت: لعله سارق يريد أخذ شيء من قناديل الحضرة، فنزلت إلىٰ قربه وهو لا يراني، فرأيته مضى إلىٰ الباب ووقف، فرأيت القفل قد سقط وفتح له الباب الأول ثم الثاني، ثم الثالث، حتى أشرف علىٰ القبر وسلم، فأتى من جانب القبر رد السلام فعرفت صوته فإذا هو يتكلم مع الإمام (عليه السلام) في مسألة علمية، ثم خرج متوجهاً إلىٰ مسجد الكوفة، فخرجت خلفه وهو لا يراني.
فلما وصل إلىٰ المحراب سمعته يتكلم مع رجل في مسألة، ثم رجع، فرجعت من خلفه إلىٰ أن بلغ باب البلد فأضاء الصبح فدنوت منه وقلت: يا مولانا! كنت معك من الأول إلىٰ الآخر، فأعلمني من الرجلان وماذا جرى؟
فأخذ علي المواثيق في الكتمان إلىٰ موته، ثم قال: يا ولدي! إن بعض المسائل تشتبه عليّ، فربما خرجت بعض الليل إلىٰ قبر مولانا (عليه السلام) وكلمته فيه وسمعت الجواب، وفي هذه الليلة قال لي: (إن ولدي المهدي (عجّل الله تعالى فرَجَه الشريف) هذه الليلة في مسجد الكوفة، فامض إليه لمسألتك).