كان النبي صلّى الله عليه وآله نائماً في وقت الضحى نوم القيلولة في بعض غزواته في ظل شجرة، وحده بعيداً عن أصحابه، وكانوا هم أيضاً قائلين..
فجاءه (غورث بن الحارث) ووقف علىٰ النبي صلّى الله عليه وآله مصلتاً سيفه رافعاً يده علىٰ النبي صلّى الله عليه وآله وصاح به:
من يمنعك مني يا أبا القاسم؟
فقال النبي صلّى الله عليه وآله: الله.
فسقط السيف من يده، فبدر النبي صلّى الله عليه وآله إلىٰ السيف وأخذه ورفعه علىٰ غورث قائلاً له:
يا غورث من يمنعك مني الآن؟
فقال: عفوك، وكن خير آخذ.
فتركه النبي صلّى الله عليه وآله وعفا عنه.
فجاء إلىٰ قومه وقال لهم: «والله جئتكم من عند خير الناس» (17).
فهل يذكر التاريخ عن العظماء مثل هذه القصة.
عدو في طريق الحرب، مصلت سيفه، يريد قتل النبي، بشراسة ووقاحة، وتسلب قدرته من دون اختياره، فيملك النبي صلّى الله عليه وآله السيف... ثم يعفو عنه؟
إنه عفو الإسلام الذي تجسد في رسول الله صلّى الله عليه وآلهــــــــــــــــــــــــــــــــــ
17- عمدة القاري، ج 14، ص 190.