نقل المرحوم السيد علي شبّر (قدس سره) أنه كان في النجف الأشرف بيت مشهور بالشؤم، حيث إنه لم يسكنه أحد إلا أصيب فيه ببلاء: من فقر، ومرض، وموت عزيز، وما أشبه ذلك.
ولهذا السبب كان ثمن إيجار هذا البيت رخيصاً جداً بحيث يرغب فيه كل من لا سعة له من المال، ولكن ما إن يسكنه مدّة إلا ويندم علىٰ سكناه فيه ويسرع في تركه والانتقال منه.
يقول السيد: وحيث كنّا ممّن لا سعة له من المال فكّرنا من باب الاضطرار في استئجار هذا البيت وعلاج شؤمه بواسطة الدعاء والتوسّل بالله والرسول وأهل بيته الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين) وتلاوة آيات القرآن الحكيم آناء الليل وأطراف النهار، والتعويذات المجرّبة في هذا المجال.
ثم استأجرنا ذلك البيت وفعلنا كل ذلك في أول يوم نزلنا فيه، وما إن جنّ علينا اللّيل وأخذنا مضاجعنا ورقدنا فيه إلّا ورأيتُ في المنام سيّداً جليلاً تعلوه شيبة ووقار، وتكسوه هيبة وجلالة، وهو يُقبل إليّ، ويتجه نحوي، حتى إذا اقترب مني قال معاتباً: إني لم أكن أتوقّع منكم عملكم هذا!
فقلت له متعجّباً: وأيّ عمل صدر منّي لا تتوقّعونه؟
قال: إنكم تتخلّون علىٰ قبري.
قلت: معاذ الله أن نفعل ذلك.
قال: نعم إنكم تفعلون ذلك.
قلت: وكيف؟ وما هو دليلكم عليه؟
قال: إن قبري الذي دُفنت فيه قد اندثر، وذهبت معالمه، فاتخذتم بيت الخلاء في بيتكم وبنيتموه علىٰ موضع قبري.
فانتبهتُ علىٰ أثر كلامه ذلك فزعاً مرعوباً، وانتظرتُ مجيء الصباح كي أستطيع إصلاح الأمر، وبالفعل لما أصبح الصباح جئتُ بأحد البنائين وطلبتُ منه هدم بيت الخلاء وبناءه في مكان آخر من البيت بعيداً عن هذا المكان فاشتغل البنّاء بالعمل، فلما هدم الموضع وإذا بقبر قد ظهر، وعليه اسم شخص فلما رفعنا حجر القبر وجدنا تحته جسداً طريّاً سالماً لم يتغيّر أبداً، ولم يتغيّر حتى كفنه الذي كفّن فيه، وإن الناظر إليه ليراه كأنّه قد مات الآن.
فبنينا القبر من جديد وأظهرنا معالمه، وأعدنا إليه حرمته وكرامته، ثم بقينا في البيت بعد ذلك مدّة طويلة من الزمن دون أية مشكلة، وذهب والحمد لله ببركة الدعاء والتوسّل شؤم البيت نهائياً.
وهكذا تبيّن لي سبب شؤم البيت وحصول تلك المصائب علىٰ ساكنيها من قبل، وقد شاء الله سبحانه أن يدفع ذلك البلاء عنّا بسبب تلك التوسّلات والأدعية.
ثم إن السيد المذكور قال في نهاية قصّته: وبعد ذلك التقيتُ بالعلّامة النحرير الشيخ آقا بزرك الطهراني صاحب (الذريعة) وسألته عن هذا الاسم الذي كان مكتوباً علىٰ ذلك القبر؟
فأخبرني أن هذا الشخص كان من علماء الشيعة وأحد مصنّفيهم، ونقل لي بعض ميّزاته ومواصفاته.