برشلونة

360 19 9
                                    


استيقظت فزعًا على صوت هتافات وصياح، بعد بضعة ثوان بدأت حواسي تعمل فاستطعت تمييز أن تلفاز حجرتي يعمل..

لكن لما تلفاز حجرتي يعمل؟

نهضتُ لأجد (أشرف) ابن عمي والذي يقيم في منزلنا إلى أجلٍ غيرِ مسمًّى يشاهد التلفاز.

بالنسبة ﻠ (أشرف) لقد هبط علينا بالبراشوت منذ عام فهو يتجول مع عائلته في أوروبا، عائلته مكونة من عمي (جمال) وزوجته (كريمة) وابنتهما (سارة)، والعزيز جدًّا على قلبي (أشرف)، والذي نتبادل أنا وهو مشاعر الكراهية منذ الطفولة، لا يتوقف أبدًا عن صنع المكائد لي كي يُحدث مشكلات بيني وبين عائلتي ويهوَى دائمًا أن ينتهي الشجار بيننا بجملة "سامي! لم لا تكون مثل أشرف؟

يبدو أن أشرف أرهقه السفر لذا قرر العودة إلى مصر وبالطبع أصرَّ والدي على أن يمكثَ هذا الكائن الرخوي اللزج معنا في المنزل. عندما هبط علينا منذ عام، سبَّب الكثير من المشكلات بيني وبين عائلتي كالمعتاد ولكنه تعرَّض بدوره إلى بعضها وقام وسيط مغربي صديق لي يدعى (بوماجد) بتهديده فهدأ قليلًا لم يعد يكيد لي لكنه مازال نفس المتعجرف سليط اللسان معي فقط بالطبع من الممكن لأنه في نفس سنِّي أو لسبب آخر لا أعرفه

- ماذا تفعل في حجرتي يا أشرف؟ اخرج الآن.

- ألا ترى أني أشاهد التلفاز فالآخر الموجود في غرفة المعيشة معطل لذا سأشاهد المباراة هنا حتى أحصل على تلفازي الخاص في حجرتي

" انظروا من يتمدد وكأنه في منزله"

فصحت به قائلًا

- اخرج الآن

وببروده المعهود ولزاجته قال

- لا أستطيع الرحيل الآن ففريقي يفوز، أنا أشجِّع برشلونة

فصحت بنفاذ صبر قائلًا

- اخرج الآن وإما ستطير لبرشلونة، اخرج.

- سامي، أنت حقًّا لا تريد إغضابي فأنت تعلم جيدًا ما أنا قادر على فعله واعتدت فعله منذ زمن

- منذ أن علمت عائلتي بأني وسيط وهي تثق بي ولن تصدق مرَّة أخرى أي شيء تدَّعيه عليَّ، والآن اخرج من هنا يا كتلة من العفن.

دفعته خارج حجرتي ثم صفعت الباب خلفه وأنا أتمتم

" يهددني هذا الرخوي اللزج؟ أكره عندما يظن هذا الغبي أنه وُلد بعقلٍ، كيف له أن يُوقِظني هكذا من النوم كي يشاهد برشلونة تفوز وأنا من مشجِّعي ريال مدريد.

متخلِّف.

العين الثالثةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن