فصل جديد

122 7 0
                                    

بدأت الصورة تتضح رويدًا رويدًا أمام عيني لأجد نفسي أحدق بنار، انتفضت على صوت رجل يقول

- إن حكاياتك لا يمكن الاكتفاء منها يا أستاذ إبرهيم

انتبهت لأجدنا خمسة رجال نرتدي جلابيب وبعضنا يرتدي عمائم، نتجمع حول بعض الحطب المشتعل نطلب الدفء والظلام يُخيِّم حولنا

" أين أنا بحق الله؟"

يبدو أني بدأت فصلًا جديدًا، أين أنا؟

سامي- أيخان- فيليب! أتذكرهم جميعًا لكن لا يبدو أني أقترب من سامي على الإطلاق..ما هذا؟

هل أدور في حلقة مفرغة؟ هل سأظل تائهًا، مفقودًا عبر الزمن؟ ألن أعود أبدًا؟

لقد رأيت أهوالًا حتى الآن، تُرى هل سينتهي كل هذا يومًا ما؟

أريد العودة إلى أهلي، بلدي، إلى نفسي، لكن..كيف السبيل؟

أريد أن أصرخ قدر المستطاع (أنا سامي، لست أيخان، لست فيليب، وبالتأكيد لست ذلك الاسم الذي ناداني به أحدهم للتو، أنا سامي أقسم بذلك) لكن..

ما الفائدة؟.

سيمفونية حزينة تعزف في رأسي

أستطرد الرجل كلامه قائلًا

- لقد استمتعنا كثيرًا بحكاياتك في بلاد الفرنسيس

- ..

- يبدو أن السهرة ستطول، اذهب يا علام واحضر بعض الحطب

تمتم علام هذا ولم يهمَّ بالنهوض فتعصب الرجل موبخًا إياه

- باه.؟ ماذا بك يا رجل؟ هل أخافتك حكايات الأستاذ إبرهيم في بلاد الفرنجة من السير في الظلام؟

فعلق أحدهم قائلًا

- يبدو أنه يخشى أن يختطفه المساخيط بينما يحضر الحطب

شرع الرجال بالضحك وأنا أجلس كالصخرة، لا أعرف حتى ما الذي يتحدث عنه الرجال. ثم أخذت أفكر

لفظ مساخيط هذا نستخدمه ونشتهر به عندنا في الصعيد للإشارة إلى الممياوات التي يعثر عليها باحثو الآثار في المقابر الفرعونية القريبة من قريتنا من وقت لآخر

مهلًا..

لدينا في الصعيد؟..

أنا صعيدي الآن؟..

على الأقل عدت إلى بلدي أخيرًا، مازالت لست أنا لكن من يعلم؟ قد أكون أقترب حقًّا دون أن أدري.

ثانيًا، أعني ثالثًا بل أعني..لا أتذكر عدد المرات التي. حسنًا سأحاول من جديد..

مرة أخرى شعرت بإناء فخاري يتهشم على رأسي فتعود الذكريات لتنهمر كالسيل إذًا.

أنا إبراهيم عبدالسلام أبلغ من العمر أربعين عامًا ويبدو أني سافرتُ إلى فرنسا عندما أنهيت دراستي الجامعية منذ وقت طويل لأكمل دراستي هناك..

ويبدو أيضًا أني عدت منذ بضعة أشهر إلى قريتي بالصعيد كي أستقر بها كما يدو أيضًا أنه منذ ذلك الوقت وأنا أقضي كل ليلة مع هؤلاء الرجال حول النار أقص عليهم مغامراتي في فرنسا وهم يتسلون كثيرًا بذلك.

لا داعي للتخمين، لابد وأني وسيط فمنذ أن بدأت رحلتي المشؤومة تلك وأنا كذلك، استأذنت من الرجال كي أعود للمنزل.

لا أشعر أني بخير لو لم أكن كبيرًا في السن بما يكفي لأخذت أضرب الأرض بقدمي مرددًا (أريد العودة إلى أمي..أعني وطني)

أتذكر مكان المنزل فهو ذلكالمنزل الكبير على أطراف القرية والمحاط بحديقة خاصة، دخلت المنزل متجهًا إلىحجرتي كي أنام متمنيًا ألا أستيقظ أبدًا...لأجد المفاجأة    

العين الثالثةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن