يوم الغضب

108 7 0
                                    

أعمال العنف قد تكون مقبولة إلى حدٍّ ما من أهل المكان أما بالنسبة للغرباء فلا شيء مقبول منهم، خاصة لو كانوا مجموعة من الهمج يسفكون الدماء لمجرد أن ذلك مسلٍّ..

مجموعة من الحمقى سيوصموننا جميعًا بذنب اقترفوه هم وسنُعاقب جميعًا..

ذات ليلة، كنا قد تعدينا منتصف الليل منذ بعض الوقت، أخذت الكلاب والذئاب تعوي فجأة كنذير شؤم جماعي.

لم تكن ورديتي عند سور الحصن قد انتهت بعد في ذلك الوقت، استمرت الحيوانات في نحيبها وكذلك بعض الطيور الليلية ثم صمتت فجأة..

خرج الأطفال العشرة من كبائن ذويهم يرددون بأصواتهم البريئة، شيء ما يبدو خبيثًا أو شريرًا، لم أفهمه لكنهم خرجوا يرددونه قائلين

- Dies irae, dies illa

Lacrimosa dies illa

Solvet saeclum in favilla

لم أستطع التحمل فصحت بهم سائلًا

- ما الذي يحدث هناك؟ عودوا إلى كبائنكم الآن وأوقفوا أفعال المسحورين تلك

- Dies irae, dies illa

Lacrimosa dies illa

Solvet saeclum in favilla

- ما الذي يحدث؟ ماذا بكم أيها المختلين؟

لحظات و بدأ أهل المستعمرة بالخروج من الكبائن في ذعر.

تساءلت في ذهني

"ما الذي يفعله هؤلاء الأطفال؟"

بعيدًا في قلب الظلام رأيت امرأة ترتدي فستانًا أرجوانيًّا، عيناها تشعان في الظلام،

- ما الذي.؟

تسللت القشعريرة إلى جسدي، هناك صوت بدأ يصرخ بداخلي

" لن تنتهي هذه الليلة على خير"

تشع أعين البعض للحظة اللون الأرجواني ثم يتحرك بهدوء لهدم الكبائن، لاحظ الآخرون ذلك فشرَعوا بالصياح محاولين الهرب بحياتهم، لكن لم يكن هذا ليساعد..

حاولت تهدئتهم لكن لا أحد يستمع، فقط ذعر وصراخ، بعد أن انتهوا من هدم الكبائن اتجهوا بهدوء نحو القوارب ليُبحِروا مبتعدين.

- ما هذا..؟توقفوا!

فشعرت بضربة قوية سددت إلى مؤخرة رأسي..اختل توازني فسقطت على الأرض.

لم أستطع سماع أي شيء للحظة فقد بدا العالم صامتًا، تمددت على ظهري لأجد (إيلاي) واقفًا وفي يده لوح خشبي.

قلت وكاد صوتي لا يخرج

- أيها المتخلف!..الناس.يجب أن أنقذهم

- فليذهبوا جميعًا للجحيم، على الأرجح هذه وجهتهم وهذه فرصتي كي أنتقم منك

- هل حقًّا لا تهتم؟ هؤلاء قومك!

- أن لا أعرف هؤلاء الملاعين فأنا لم أقابل أيهم قبل مجيئي ووالدي إلى هنا، تكالبتم أيها الأوغاد على والدي..سأقتلك بنفسي ثم سأشاهد الآخرين يُمزَّقون إِرْبًا.سأسعد بذلك بالتأكيد

شرع في ركَلْي وبدأ يهوي على جسدي بذاك اللوح الخشبي السميك، لم أقوَ على المقاومة أو الدفاع عن نفسي أو التصدي له..

بعد أن أوسعني ضربًا رفع اللوح الخشبي عاليًا مستهدفًا رأسي فبدا لي أنها الضربة القاضية.

"لقد قُضي أمري" أو على الأقل ظننت ذلك ولكن.

لكني لم أكن محظوظًا بهذا القدر كي ألقي حتفي بتلك السرعة.

حول إيلاي نظره عني للحظة نحو تلك السيدة الأرجوانية والتي أخذت تقترب وتقترب بهدوء منا.

أخذت بهدوء اللوح الخشبي من يد إيلاي والذي بدأ يرتجف عند اقترابها.

وقالت (بصوتين) صوت امرأة وصوت شيطان في نفس الوقت

- ظننت أن هذا الحرف الأخير لن يُكتب أبدًا..يكفي ذلك يا إيلاي لقد خدمتني جيدًا

وضعت يدها برقة على كتفه لتتحول عيناه للأرجواني ثم سار بهدوء نحو البحر؛

ركعت تلك الحافية لتقترب شفتاها الأرجوانيتان من أذنني قائلة

- لا تتأخر أرجوك.. سأكون في الانتظار

- ...

ثم فقدت وعيي

العين الثالثةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن