مسألة حياة أو موت

84 9 1
                                    

في الصباح بعد أن نِلْتُ قسطًا من الراحة واصلتُ العمل ومونيك وماتياس في البحث وسط أساطيل الكتب التي أمتلكها. وأخذت أقُص عليهما ما سمعته وما استنتجته

- من رواية هذا الطفل، لابد وأن ما رآه أسود وأصلع وما يحدث الآن يبين أن له تأثير الجاثوم وأزيد بحوالي ٥۰۰ ﭭولت من الشر الخالص

فسأل ماتياس في يأس

- إذا لم يكن جاثومًا إذًا عدنا للمرحلة صفر..مازلنا لا ندري ما هذا!

- لكن لدينا مواصفات هذ المرة قد تساعد كما أن..

أقتحم(آدم) الحجرة قاطعًا حديثنا قائلًا

- أبي! أريد أن أُحدِّثك في أمرٍ هام..

نظرت حولي لوهله باحثًا عمن يتحدث إليه ذلك الفتى ثم عدت لأستوعب أنه يحدثني

" أبي؟ لم أعتَدْ تلك الكلمة..ولن أعتادها لوهلة"

فقلت للفتى

- أبوك يعمل الآن، اذهب والعب في مستعمرة النمل بالخارج

- أنا في السابعةَ عشرةَ، توقف عن معاملتي وكأني في الثانيةِ من العمر

- أنت في السابعة عشرة؟ ماشاء الله! أذهب الآن ولنكمل حديثنا عندما تتم السابعة والعشرين

اندفع الصبي خارجًا من الحجرة ينفث نارًا يتمتم بكلام غير مفهوم وقد يكون سبابًا على الأرجح

سألت مونيك بحدة

- ماذا بك يا إبراهام؟

- هيم هيييييم. اسمي إبراهيم، الكلام موجَّه لكليكما

فقال ماتياس

- لقد تغيرت كثيرًا

فقلت

- لقد حذرتكما مسبقًا

فسألتْ مونيك بحزن

- لم تعامل طفلينا هكذا؟

فأجبتُ آسفًا

- لا أعرف..أظن..أعني..سأصلح الوضع، أعدك بذلك لكن الآن، لننقذ شخصًا

عدنا لمناقشة موضوع تلك القضية المعقدة صَمتٌ خيم للحظة

" تُرى ما الذي يقتل هؤلاء الأبرياء أثناء نومهم؟ جاثوم؟ ثقوبة؟ فريدي من فيلم كابوس في شارع إلم؟ nightmare on elm street ؟"

كسرت مونيك الصمت قائلة

- إن لم يكن ثقوبة أو جاثوم فقد يكون شيئًا من نفس الفصيل. أو حتى مزيجًا بينهما

وهنا أضاء المصباح في رأسي فأسرعت بلهفة قائلًا

- فصيل.؟ مزيج..؟ نعم، هذا هو، انتظروا لحظة

بحثت وسط أرفُف الكتب لأول مرة وأنا أعرف ما الذي أبحث عنه، تناولت كتابًا أخذت أقلب في صفحاته قائلًا

- أظن أني أعرف ما هذا! أظن أنهم من الكامبيون حيث قيل عنهم إنهم سلالة الجاثوم ويكونون إما مشوهين أو توائم. لابد وأنهم ورثوا قوى الجاثوم وأكثر،

وجدت الصفحة المنشودة فبدأت أقرأ بصوت عالٍ

- إنهم فصيل من أبناء الظلام لهم تأثير الجاثوم والثقوبة وأكثر، يستطيعون قتل الشخص أثناء نومه فزعًا.

لدى كل إنسان حاسة سادسة وقد تكون ضعيفة للغاية، تستطيع تلك الحاسة استشعار تأثيرهم فيستيقظ الفرد من النوم عند حضورهم، وتسري في الجسد قشعريرة كتحذير لحضورهم.إذا نام الشخص مرة أخرى فلن يستسقظ أبدًا.

ثم قرأت مردفًا

- هذا الجنس ليس هجوميًّا بطبعه فهم يميلون للتخفي والانزواء بعيدًا في الظلام..

فعلق ماتياس

- لكن هؤلاء غاضبون، لابد وأنهم حُبسوا لوقت طويل، لا لوم أنهم يهاجمون الناس

فقلت محذرًا

- لابد وأن مَن حبسهم عاش في تلك القرية قديمًا، لذا أخشى أن هناك طوفانًا من الغضب قد يجتاح القرية في الأيام القليلة القادمة

فسألت مونيك بقلق

- ولم تقول ذلك؟

- لأني أظنهم تدربوا بما يكفي في هذا العدد القليل من الضحايا، ونشطوا قواهم الصدأة وسيغزون القرية قريبًا لنيل انتقامهم غير المبرر

سأل ماتياس بجزع

- وما العمل إذًا؟ يجب أن نعثر ونقضي عليهم قبل أن يقضوا علينا..

" ألا تظن أني أعرف ذلك بالفعل أيها المتلعثم؟"

- سأحاول قدر المستطاع للبحث عن حل

فاقترحتْ مونيك شيئًا

- يجب أن نرسل نادية وآدم بعيدًا عن هنا. سأرسلهم إلى أمي في باريس

فقلت موافقًا

- نعم، فكرة ليست سيئة، والآن مشكلة الكامبيون تتلخص في. أين هم؟

العين الثالثةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن