العين الثالثة

القبيلة الودودة

يدعون أهل المستعمرة قبيلة (كرواتون) -والتي تحمل الجزيرة اسمها- بالقبيلة الودودة لأنها كالجار الودود، يضحك دائمًا بوجهك ولا يتعرض لك بالأذى، قد يكون ذلك لأن إيلاي وكَلْبَيه لم يتعرضوا لهم بعد.

وجدت القارب على شاطئ الجزيرة فاتجهت فورًا نحو موقع القبيلة وأنا أتمتم

" حفنة من الجبناء يخشون مبارحة مقاعدهم لأتورط أنا بمشكلاتهم وكأني أهتم إذا عاد هؤلاء المزعجون أم لا"

رحب بي أهل القبيلة، ليس لأنهم يعشقون أهل المستعمرة بل لأني وسيط وبطريقة ما يستطيعون معرفة ذلك على الرغم من أني أنا الوسيط الوحيد في تلك المنطقة.

قال لي رئيسهم بإنجليزية مدمرة

- نحن نرحب بالمختارين في أي وقت

- همممممم

- يشرفنا أن تنضم لنا لتناول الطعام

فقلت بقرف

- لا أظن أني سأجد شهية لتناول عصيدة القرف تلك.أنا أبحث عن مجموعة أطفال

- متعجرف وسليط اللسان لكن لابد وأنه تم اختيارك لسبب.على أي حال الأطفال ليسوا هنا، أذهب وابحث عنهم ثم أرحل بهم عن تلك الجزيرة

- لاداعي للعدائية وطردنا هكذا

- ليس هذا المقصود أيها القرد الأبيض

- .!

- هنا الشر كامن يتحين الفرص لاصطياد ضحايا

- بالتأكيد

- اهزأ بكلامي كما شئت، لكن يومًا ما ستتعلم الحقيقة ولكن في شر يوم، يوم الألم، يوم الصراخ والغضب، يوم يؤكل لحم البشر..أحياء

- يبدو هذا مقرفًا والآن بما أن ليس لديكم أي فكرة عن مكان الأطفال سأرحل للبحث عنهما

بينما أبتعد أخذ زعيم القبيلة يصيح بي بصوت عال

- ابتعد أيها المتعجرف الوقح لكن تذكر (باثين) لن ترحم إذا ملكت

أسرعت مبتعدًا أتمتم

" لقد أُهنت شر إهانة، هذا ما تأخذه عندما تفعل خيرًا، لذا أنا لا أفعله أبدًا.كل هذا من أجل حفنة من البؤساء الصغار"

حل الليل وأنا أسير في الغابة باحثًا عنهم وصرت أنادي

- أيها الأطفال! هيا أيها الملاعين القِصار، حان وقت العودة إلى المنزل.يا أطفال!

وسط الغابة تحت ضوء القمر وجدتهم يقفون في حلقة متسمرين يحدقون في الأرض بصمت لا ينطقون ببنت شفاه

اقتربت بحرص قائلًا بحذر

- ها أنتم! ذويكم الجبناء يبحثون عنكم يا كتلةً من التعاسة، هيا أيها القصار لنرحل

التفتت لي إحدى الأطفال قائلة مبتسمة في براءة تخفي الكثير من الخبث

- هيا يا (فيل) أعدنا إلى حيث ننتمي، حان وقت دفع الضريبة

- ..؟!!